كلمات قصة حب ورومانسية

على حافة العناق

كان الليل ثقيلًا حين دخلت إلى الغرفة،

تعبًا من كل شيء… إلا منها.

كانت تقف هناك، لا تتحدث،

لكن صمتها كان يُشعل الهواء بينهما،

كأنها تعرف تمامًا ماذا يفعل حضورها به.

نظرت إليه بعينيها الهادئتين… لكنهما لم تكونا بريئتين هذه الليلة.

فيهما شيء من التحدي، شيء من الدعوة،

وهو… لم يكن بحاجة لأكثر من ذلك.

اقترب منها بخطوات لا يسمعها إلا قلبه،

أزاح خصلة شعرٍ سقطت على وجهها،

فلم تهرب كما تفعل كل مرة،

بل انتظرت…

وكأنها تقول له:

"أنا هنا… اقترب أكثر."

رفع يدها إلى فمه،

لم يُقبّلها… فقط تنفّسها،

كأنه يريد أن يحفظ رائحتها في صدره إلى الأبد.

ثم قال بهدوءٍ لا يُشبه النار التي فيه:

– اشتقتكِ.

فأجابت، بنفس الهدوء المتواطئ:

– تأخرت…

لم يعتذر،

بل وضع يده خلف عنقها،

قربها إليه كما يقرّب النعاس جسدًا متعبًا…

ضمّها، لكن الحضن لم يكن عاديًا،

كان مكثّفًا، ناعمًا، لكنه مشحون بكل الغياب الذي مرّ.

ارتجفت بين ذراعيه،

كأنها تذوب في لحظة ملامسة،

كأنها لم تُخلق إلا لتُحتضن بهذا الشكل.

همس في أذنها:

– لا أريد أن أترككِ الليلة.

فقالت:

– لم أعد أُجيد البُعد عنك…

ارتفعت أنفاسها، وانخفض صوته،

واختلط الليل على جسدين لا يعرفان النوم حين يلتقيان،

كأن كل الشوق في العالم قرر أن يمرّ من خلالهما هذه الليلة.

هي لم تقل كلمة بعد ذلك،

لكن كل أنوثتها قالت: "خذني إليك."

وهو لم يعد بحاجة لإذن،

فقد كان لها… وكانت له.

وكل ما تبقى،

كان مجرد صمتٍ حميم…

يكتبه العاشقان بأطراف أصابعهما.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق