كانت الغرفة مظلمة إلا من ضوء خافت يتسلل من النافذة،
كانت هي جالسة على الحافة، وجهها خالي من التعب، لكنه ممتلئ بالشوق.
نظرت إليه لحظة، قلبها ينبض بعنف، وكانت تعرف أنه لا يوجد مجال للهروب هذه المرة.
اقترب منها خطوة ثم أخرى،
لم يتكلم، لكنه كان في عينيه كل شيء.
كان يعرف أنها لم تعد بحاجة للكلمات؛
كانت تنتظره،
وهو يعرف كيف يجعلها تنتظره أكثر.
مد يده برفق، لامس خصلات شعرها التي سقطت على كتفها،
ثم مرر أصابعه على رقبتها، بخفة تكاد لا تُلمس.
ارتجف جسدها من تلك اللمسة،
كأنها كانت تنتظرها طوال الوقت.
نظرت إليه، وكل ذرة في جسدها كانت تتوق إليه،
تريد أن تلتصق به الآن،
لكن شيئًا ما في عينَيها كان يمنعها من أن تتقدم أكثر.
قال بصوتٍ خافت، متعب من الانتظار:
– لا أستطيع أن أظل بعيدًا عنكِ.
ثم انحنى قليلاً، لتلامس أنفاسه وجهها،
وكانت الهمسات التي أطلقها كأسراب من النيران التي تلتهم قلبها.
أغمضت عينيها، شعرها يتطاير مع حركة الرياح التي دخلت من النافذة،
ثم اقترب منها بشكل أكبر،
حتى كاد أن يلتهمها بقبلة،
لكنها تراجعت خطوة واحدة،
لتقول له بصوتٍ متهدج:
– لستِ بحاجة إلى الانتظار بعد الآن.
وفي لحظة واحدة، كان قد استسلم لذلك المدى بينهما،
سحبها إليه بشدة،
كما لو كان يلتقط آخر أنفاسه،
يحتاج إليها بأكثر من أي وقت مضى.
كانت يده تداعب ظهرها برفق،
ثم أسفل رقبتها،
حتى شعرت بكل خلية في جسدها تستجيب له.
احتاجت أن يشعر بها كما لو كانت جزءًا منه،
وكأن أي لحظة انفصال بينهما لن تكون ممكنة بعد اليوم.
ابتعد قليلاً،
ثم نظر في عينيها بعمق،
محدقًا، كأنها شيء لا يمكنه فراقه أبدًا.
نزلت يداه ببطء على جسدها،
أصابعه تنزلق برفق فوق بشرتها الناعمة،
كان يتفحصها كأنها حلم يريد أن يتحقق في لحظة واحدة.
ثم أخيرًا…
أحاطها بذراعيه مرة أخرى،
هذه المرة كان الاقتراب شديدًا،
جسدها صار قريبًا من جسده بشكل لا يفصل بينهما شيء.
كانت أنفاسه تتسارع،
وهي تعانقه بقوة أكبر،
كأنها تريد أن تكون جزءًا منه… الآن.
عندما تلامست شفاههما أخيرًا،
كان الحريق الذي اندلع بينهما يساوي سنوات من الشوق.
كانت قبلاته تقطع صمت الليل،
وكل لحظة كانت تأتي أسرع من سابقتها،
حتى امتلأ كل شيء حولهما بذلك الشوق الذي لا يُوصف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق