روايات سعودية زواج اجباري

روايات سعودية زواج اجباري، رواية سعوديه البطل ضابط، رواية سعودية فخمه، رواية سعودية كاملة، روايات_سعودية زواج اجباري، رواية سعودية البطلة صغيرة، روايات سعودية عائلية.

الجزء الأول – "الرجعة والسر الكبير"

الرياض – قصر بن خلفان

كان الجو حار، بس مو أكثر من حرارة الأسئلة اللي في راس سعود وهو داخل من بوابة القصر بعد غياب سنين طويلة قضاها ما بين لندن ونيويورك. سحب شنطته بنفسه، رفض حتى السواق ياخذها منه. ما يحب البهرجة، وما يحب أحد يشوف تعبه كأنه ملك.

دخل على والده في المجلس، قلبه ينبض حنين، وشويّة توتر. من زمان ما جلسوا سوا إلا مكالمات خفيفة، وسلام سطحي.

الوالد، أبو سعود، رفع عينه من الجريدة وقال بهدوء:
"نورت البيت يا ولدي."

سعود ابتسم، جلس قباله وقال:
"البيت دايم منور بك يا يبه... بس شكلك ما ناديتني ترحب فيني بس، صح؟"

أبو سعود تنهد، حط الجريدة على الطاولة وقال بنبرة فيها همّ:
"ما عاد في وقت للمجاملات يا سعود... الشركة في خطر، وأنا ما عاد أقدر أستوعب اللي يصير."

سعود شد حواجبه:
"وش اللي صاير؟"

"في اختلاسات... ناس تسرقنا من قلب الشركة، من تحت خشمي، وأنا ما أدري منهو فيهم المخلص ومنهو اللي يلعب علينا. كل قسم، كل مسؤول، صار محل شك."

سعود جلس شوي ساكت، يفكر، بعدها قال:
"أبغى أنزل الميدان... بس مو بصفتي ولد صاحب الشركة، لا. أبي أكون واحد من الموظفين، أراقب، أسمع، وأحس بالمكان من تحت."

أبو سعود انصدم شوي:
"تترك كل شهاداتك وخبرتك برا وتدخل موظف بسيط؟ وش بيقولون الناس؟"

سعود هز راسه:
"الناس يقولون اللي يبونه، بس إذا تبي تعرف الحقيقة، لازم أكون قريب من الطين، من الدوام الفعلي. صدقني، ما راح يدرون من أنا، دام ما أحد شافني قبل، ولا حتى في صور."

أبو سعود ابتسم بخفة، فيها إعجاب وخوف بنفس الوقت:
"هذي مخاطرة يا سعود، بس يمكن هي الطريقة الوحيدة. وش بتسمي نفسك؟"

"سعود... بس مو ولد أبو سعود بن خلفان، لا. أقول لهم إني ولد سواق الشركة، وأنت بعد لازم تتعاون معي... نخلي سواقنا يدخل المسرحية معنا."

"تم... بس تذكر، لا تعطي قلبك بسرعة، الناس مو دايم مثل ما تظهر."

سعود ابتسم، بس كان في عيونه شي ثاني... شي حنينه، ويمكن خوفه، أو يمكن إحساس داخلي يقول له إن هالرجعة ما راح تكون عادية.


الجزء الثاني – "أول نظرة... وأول صدمة"

اليوم الأول في الشركة – قسم التسويق

الشمس ما بعد طلعت زين، وسعود واقف عند باب الشركة يلبس بطاقة الموظف اللي كتبوا عليها "سعود بن سالم"، سالم طبعًا هو السائق اللي صار في الرواية "أبوه"، وقاعد يمثل الدور بمنتهى الحماس.

دخل سعود القسم وهو لابس لبس بسيط، لا ماركات، لا ساعات فخمة، ولا حتى عطره المعتاد، وكأنه موظف بسيط توه يبدأ مشواره. راح لقسم التسويق حسب التوزيع، وقلبه ينبض، مو بس عشان خطته تبدأ، لكن كأنه حاس إن اليوم هذا بيكون غير.

فتح باب القسم، وسمع صوت ناعم... حازم.

راوية بنبرة جادة:
"العذر لو سمحت، القسم له باب مخصص للموظفين الجدد، وتسجيل الحضور من عند السكرتارية."

سعود التفت، وشافها...

وقفت قدامه، لابسة عباءتها بدقة، ملفها في يدها، ملامحها حادة بس هادئة، عيونها فيها قوة وتحدّي، بس نبرتها فيها أدب وانضباط.

ابتسم، وحاول يلين الجو:
"آسف... شكلي دخلت بالغلط، ما كنت أعرف."

راوية رفعت حاجبها وقالت ببرود:
"نتمنى ما يتكرر الغلط، الشغل هنا مسؤولية، مب مكان تعارف أو تمشية."

انصدم... موب من ردها، من نفسه، من إحساسه الغريب تجاهها، البنت هذي ما كانت عادية. فيها شي... شي يوجعه ويجذبه في نفس الوقت.

أخذ مكانه على الطاولة اللي خصصوها له، وصار يراقبها من بعيد. كيف تتعامل مع زملاءها، كيف تنجز مهامها، حتى طريقة كلامها فيها توازن. البنت ذكية، مرتبة، وما تعطي مجال.

في الأيام اللي بعدها، حاول سعود يقرب، حتى لو بكلمة، بس دايم ترده بلطافة باردة:
"ركز على شغلك، هذا أهم."

ومع كثر المراقبة، قلبه صار أضعف... وصوته داخله صار أعلى:
"معقولة تحبني لو عرفت من أكون؟"

لكنه تردد، ما وده تكسر الخطة، ولا يبي يخرب قلبه أكثر. بس شي فيه صار متعلق، وكل مرة يشوفها تحركت في قلبه حاجة ما يعرف يسميها.

وفي نفس الوقت، بدأت أوراق بعض الاختلاسات تطلع له، بطرق غير مباشرة، وكان فيه شيء غريب... التلاعب المالي يمر من قسم راوية. بدأ الشك يدخل قلبه، وانقلب إحساسه فجأة من إعجاب... إلى ريبة.

وقال لنفسه:
"ما راح أتسرع... بس لازم أعرف الحقيقة."

وفي داخله... صوت ثاني يهمس:
"وإذا كانت فعلاً بريئة؟ بتخسرها؟"



الجزء الثاني – "موظف جديد... ونظام غير"

أول يوم في الشركة – قسم التسويق

وصل سعود بدري، وقف عند مبنى الشركة الضخم، نظراته تمسح المكان، عارف إنه داخله كموظف بسيط، لكن عقله كله شغال على شي واحد: كيف يكشف اللي ينهب تعب أبوه بدون ما أحد يحس.

لبس بطاقة التعريف الجديدة، اللي فيها اسمه "سعود بن سالم"، بابتسامة خفيفة تميل للسخرية:
"من وريث الشركة... إلى موظف مستجد."

دخل من البوابة الجانبية مثل أي موظف عادي، مر من عند الاستقبال، وكل شوي يسمع همسات الموظفين الجدد، كل واحد جاي بأمل، يدور فرصة.

الموظف المسؤول في الموارد البشرية مشّاه على القسم اللي تم تعيينه فيه بشكل مؤقت: قسم التسويق. المكان مرتب، هادي، بس فيه حركة واضحة، ومكاتب مليانة أوراق وشاشات، وتليفونات ترن كل شوي.

وقف عند باب القسم، وقال الموظف اللي معه:
"تفضل هنا... هذا مكتبك، وراح تمر عليك مسؤولة القسم خلال ربع ساعة تشرح لك شغلك."

جلس سعود على الكرسي البسيط، لف عينه على اللي حوله. ما يعرف أحد، ولا أحد يدري من هو. وهذا بالضبط اللي يبيه.

ما كان مركز على أحد بعينه، بس شدّه انضباط المكان. محد يضحك بصوت عالي، محد قاعد يضيع الوقت. الترتيب كان يدل إن هنا فيه أحد ماسك الأمور صح.

فتح جهازه، وبدأ يتصفح البيانات اللي أعطوه إياها، كانت أول مهمة له مراجعة بعض الحملات التسويقية القديمة وتقديم ملخص بسيط عنها. مهمة عادية، بس كافية يخليه يشوف طريقة العمل، ومستوى الكفاءة، و... يمكن يلقط طرف خيط.

مر ربع ساعة تقريبًا، إلا وصوت ناعم بس جاد، ناداه من وراه:
"أنت الموظف الجديد؟ سعود بن سالم؟"

لف سعود، وشافها...

ما كانت لحظة "حب من أول نظرة"... لا. كانت لحظة تسجيل حضور.

راوية.
بنت في منتصف العشرينات، ملامحها حادة بس مرتبة، حجابها ساتر، لبسها عملي وأنيق، تمشي بخطى واثقة، ودفتر صغير في يدها، وواضح إنها ما عندها وقت للكلام الفاضي.

مدّت له ملف:
"هذي مهامك الأسبوعية، وإذا احتجت شي، ارسل على الإيميل الرسمي، أو تعال في وقت محدد، مو متى ما فضيت."

قال سعود بابتسامة خفيفة:
"واضح إنك تحبين النظام."

ردّت بدون ما تلتفت كثير:
"بشدة."

وانصرفت.

جلس سعود مكانه، حرك الماوس على الشاشة، بس عقله شوي تعلق بصورتها وهي تمشي، وقال بينه وبين نفسه:
"واضح إنها صارمة... بس تشد الانتباه."

رجع يركّز، ما وده يضيع وقته، المهمة الأساسية ما زالت قدامه، وهو في طور جمع الملاحظات على نظام العمل... بس شي داخله قال له:
"في هذا القسم... فيه شي يستاهل تنظر له أكثر."


الجزء الثالث – "بين الشك... والشي اللي ما ينقال"

الأسبوع مرّ ثقيل على سعود. صحيح شكله متخفي كـ"موظف جديد"، بس عقله طول الوقت يشتغل بسرعتين: وحدة تراقب الأرقام والعقود، والثانية تراقب قسم التسويق... وتحديدًا راوية.

كلّ الملفات اللي توصله، تمر أول عن طريق توقيعها. مشرفة صارمة، تشتغل بكفاءة، بس الورق شي... والنية شي ثاني.

جلس سعود يوم الخميس بعد الدوام، مكتبه شبه فاضي، أغلب الموظفين مشوا، وفتح ملف حملة تسويقية ضخمة موقعة باسم راوية. أرقام ضخمة... مليونين في حملة واحدة! لكنه كل ما بحث عن النتائج الفعلية، ما يلقى إلا فراغ.

تمتم بصوت منخفض:
"هذي الأرقام ما تنبلع... شيء ناقص."

حس إن فيه شي مريب، شي تحت الطاولة. بس اللي يقهره، إن كل العقود مختومة من راوية. هو ما شافها تسحب فلس، بس التوقيع يكفي يخلي الشك يتسلل.

وفوق هذا كله، فيه شي فيه ما خلاه ينام البارح.

وجهها.

نظرتها لما قابلته في الكافتيريا لما غلط بدون قصد ووقف في طابورها. ما قالت شيء، بس نظرتها كانت تقول: "ترى مب معجبة بحركاتك."
والغريب إنه حس بإعجاب غريب لهالحدة.

"شلون بنت بهالترتيب... توقع على عقود زي كذا؟!"
كان بين نارين، عقله يقول له: يمكن تكون متورطة، وقلبه يتمرد ويصيح: ما تدخل العقل.

كل مرة يشوفها في المكتب، ما تطيّح له كلمة زيادة. حتى لما حاول يمدح عرضها التقديمي مره، ردّت ببرود:
"هذا شغلي، مو موضوع إعجاب أو لا."

وفي داخله... بدأ الحريق.

"أنا أحقق وراها... وأنا ما أقدر أشيلها من بالي."

الورطة كانت مو بس بالعمل... الورطة الحقيقية في مشاعره اللي ما يبغاها تطلع، لا وقتها، ولا مكانها.

لكنه ما قرر شيء للحين.

بس قال لنفسه آخر الدوام، وهو يحط الملف في درج مقفل:
"إذا كانت متورطة... راح أكون أول من يفضحها. وإذا بريئة..."

تنهّد.

"عاد وش أسوي بقلبي وقتها؟"


الجزء الرابع – "ما قدرت أطيحها... ولا قدرت أبررها"

كان المفروض على سعود، من أول لحظة شك، إنه يسجل ملاحظة، يرفعها مباشرة لإدارة الرقابة المالية، ويطلب تتبع الحسابات المرتبطة بحملات التسويق الأخيرة.

بس ما قدر.

راوية...

كل مرة يدخل المكتب، تلقاه واقفة قبل الجميع، تراجع تقرير، تعطي ملاحظات، وتتحكم بالفريق بنظام غريب... فيه حنية صارمة.

هي مش بس مديرة قسم، هي العنصر اللي يخلي الكل يشتغل بحماس. اللي يحس نفسه تائه، تشرح له. اللي مقصر، تنتقده بصراحة بدون تجريح. واللي يحاول يتقرب منها، تحطه في مكانه بكلمة وحدة.

نظافتها. أسلوبها. حتى خط يدها في التوقيع... أنيق.

وكل هذا، يزيد قهر سعود.

"معقول بنت بهالذكاء توقع على ورق فيه تلاعب؟"

بس كل المستندات تقول: إي.

كل حملة مشبوهة، فوقها توقيعها.

وهو يعرف إن لو رفعها للتحقيق، راح ينتهي كل شيء. هي ما راح تلقى فرصة تدافع عن نفسها... ولا هو راح يقدر يتخلّص من الإحساس إنه دفن إنسانة، كان ممكن تكون بريئة.

بدأ يتابعها بدون ما يدري... يشوف كيف تتكلم مع الفريق، كيف تتحمس لما تشرح فكرة إعلان جديد، كيف تحزن بصمت لما تعطيهم ميزانية محدودة، وتحاول تطلع شيء عظيم بالقليل.

كانت قوية... مو لأنها عنيدة، بل لأنها صادقة.

شفافة لدرجة تشكّكك بنفسك.

في أحد الاجتماعات، جلست راوية تعرض ميزانية حملة جديدة، وكان فيها بند ناقص. مجرد 30 ألف ريال، بند صغير، لكنه بدون شرح كافي.

سعود ما قدر يسكت.

رفع عينه من الورقة وقال بنبرة هادئة لكنها واضحة:
"هالرقم ما له توضيح. على أي أساس انحسب؟"

راوية رفعت نظرها له، بحدة:
"تقدر تسألني بعد الاجتماع، أو تراجع المرفق الثاني، بيكون فيه التفاصيل. ولا تحب أعلمك وش تسأل بعد؟"

ضحك الموظفون بخفة، لكن سعود شد على سنونه وكتم غضبه. ما كانت تهاوش، بس كانت تبغى تحط حد.

وانتهى الاجتماع، وهي طلعت بسرعة.

لكنه ما نسي طريقة ردها.

"لا تخافين من أحد... حتى لو كان راصدك."

وقف لحاله في المكتب بعد الدوام، قلبه يغلي. قدامه خيارين:

  1. يرفع الملف، ويخلي القانون ياخذ مجراه، ويخسر الإنسانة الوحيدة اللي شاف فيها نقاء رغم الشبهات.

  2. يستمر بالتحقيق بصمت، ويحاول يلقى طرف الخيط الحقيقي.

أخذ نفس عميق.

"أنا ما أطيح بسهولة... بس هالبنت، شي ما فهمته إلى الآن."

وفي اللحظة هذي، عرف سعود إن الموضوع ما صار تحقيق بس.

صار اختبار لمشاعره، لقيمه، ولاختياره كرجل.

الجزء الخامس – "ما كانت غيرتي... بس وش كانت؟"

كان المكتب يعجّ بالحركة هالصباح. قسم التسويق عنده عرض مهم، وراوية واقفة قدام البروجكتر، تعرض فكرتها بثقة وإبداع. كل كلمة تطلع منها... محسوبة، وذكية.

وسعود؟ جالس في الخلف، ساكت، يتابع، وعقله مو بس في الكلام، بل في تعابيرها، كيف ترفع حاجبها لما توضح نقطة صعبة، كيف تضحك بخفة لما يعلق أحد بمزحة.

لكن اللي ما قدر يتجاهله...

طارق.

موظف من نفس القسم، شاب فهلوي، يحب يلفت النظر، دايم يحاول يمازح راوية بشكل خفيف. وعادةً راوية تحط له حد بكلمة، لكن اليوم؟
ضحكت له.

ضحكت له.

الضحكة ما كانت طويلة، ولا فيها شي كبير، لكن سعود حس بدمه يغلي، كأنه سمع شيء ما المفروض يسمعه.

بدا الاجتماع يمشي في باله بصوت مشوش، ما صار مركز في الشرح. عيونه ما تفارق طارق، وهو يقلب عينه بين راوية والسبورة.

"هو يطالع فيها كثير... وهي ترد عليه بابتسامة!"

في نهاية الاجتماع، الكل قام، يطوي أوراقه. طارق قرب من راوية، وقال بنغزة واضح:

"إبداع كالعادة يا أستاذة راوية. لو بس نعرف سر الحماس هذا، نقفز الشركة لفوق."

راوية ردت وهي تضحك:
"سر النجاح؟ نام بدري، وصحى بدري، واشتغل وانت ساكت."

ضحكوا الكل، وسعود حس كأن شيء شد عضلات صدره بقوة.

وبدون ما يحس، مشى بخطوات ثابتة ووقف قدام راوية وقال لها بصوت واضح قدام الجميع:

"إذا خلصتِ من المجاملات، راجعي ملف الحملة السابقة. فيه أرقام مو واضحة، وما أبي أرجع أشرحها مرتين."

الكل سكت.

حتى طارق، ضيّق عيونه واستغرب النبرة.

راوية نظرت له بثبات وقالت:
"أراجعها وأرسل لك التعديلات. بس مره ثانية... وضّح لي من البداية، لا تجي تنبّه قدام الكل، مب أسلوب احترافي."

رد بسرعة، بعينين مليانة نار:
"وأنتِ... ما تنفع لك المجاملات، تخرب عليك صورتك القيادية."

وانسحب.

وهو يطلع من القاعة، حس بنبض قلبه يسبق خطواته.

"غرت؟ أنا غرت؟!"

حاول يقنع نفسه:
"لا. بس شفت شيء ما أعجبني. تهاون. تسيّب مهني."

بس الصوت اللي داخله، ما صدّق هالعذر.

"هي تضحك له... وأنا حارقني قلبي."

وبين نفسه، كان يدري...

"أنا تورّطت."

الجزء السادس – "عيونك ما تعرف تكذب"

المساء نزل ثقيل، والدوام بدأ يفضى. أغلب الموظفين غادروا، والممرات صارت هادية إلا من خطوات متقطعة وصوت المكيف.

راوية كانت في مكتبها، جالسة على الكرسي الجانبي، الأوراق قدامها، وعيونها تروح وتجي بين الأرقام والتعديلات اللي كتبها سعود بخط أحمر حاد كأنه غاضب مو مراجع.

ما كانت قادرة تركز.

من وقت الاجتماع، قلبها مو مرتاح.

نبرته، نظرته، التحدي اللي قاله بعيونه قبل لسانه.

ليش حاسّة إنه يراقبها مو يشتغل معاها؟

وليش لما وقف قدامها، حسّت نفسها تصغر... مو خوف، بس شعور ما قد مرّ عليها.

وفجأة... الباب ينفتح.

تلتفت، تلقاه واقف، يده على مقبض الباب، ونظره فيها ثابت.

سعود.

صوته جاي هادي... لكنه محمل بشي أكبر من الكلام:
"أحتاج أراجع معك أرقام الحملة الأخيرة. لحظة بس."

رفعت حواجبها:
"مو المفروض تراجعهم مع قسم المحاسبة؟"

دخل بدون استئذان، وسكّر الباب وراه بهدوء، مشى للمكتب، وقف على بعد أقل من متر منها.

"ما أثق في أحد هناك... إلا فيك."

انحبس نفسها.

كانت تبي ترد، بس شيء في طريقته خلاها تسكت.

جلس على طرف الطاولة، وسحب الأوراق منها، يده لمست يدها بالخطأ... لكنها سحبتها بسرعة.

ناظرها، والنظرة طوّلت شوي.

هي التفتت بسرعة، كأنها تهرب من شي مو قادرة تواجهه.

لكنه قالها بصوت نازل، ثقيل:

"وش قصّتك مع طارق؟"

تجمدت.

التفتت له، عيونها فيها شرارة:
"وش قصدك؟"

"واضح إن بينكم شي. تضحكين له، ترتاحين له... ولاّ غلطان؟"

ضحكت، بس ضحكة فيها كسر:
"صار ممنوع أضحك؟ أو لازم أستأذنك بعد؟"

قرب وجهه شوي، ما لمسها، بس تنفّسه صار واضح، دافي، قريب...

"لا... بس فيه ضحكة غير، ما تنقال للجميع. وأنتِ ضحكتي له."

سكتت، قلبها يدق، ومو قادرة تتهرب من نظراته اللي كانت تحاصرها، تشفّها، تحفر فيها.

حاولت ترجع لبرودها، قامت من كرسيها، ولفّت تمشي للنافذة، صوت كعبها يكسر الهدوء.

"إذا كنت فاهم غلط، فهذي مشكلتك... مو مشكلتي."

رد من مكانه، بصوت واطي:

"أنا ناظر عيونك... وعيونك ما تعرف تكذب."

وقفت عند الزجاج، ما التفتت له، بس ملامحها كانت منعكسة على الزجاج، وشاف وجهها، وشاف الرجفة الصغيرة اللي هزّت كتفها.

صمت بين الاثنين.

لكنه كان أول من كسره، بصوت أخف من همسة:

"أنتِ مو عادية يا راوية... وهذي مشكلتي."

طلع بعدها، ما عطاها فرصة ترد، ولا نظرة وداع.

لكنها جلست مكانها...

ونفسها ثقيل، وحرارة وجهها ارتفعت، ويدها على قلبها.

"وش قاعد يصير... وليش أحس كأني انكشفت؟"


الجزء السابع – "احتراق العيون"

المكتب كان هادي، والضوء الخافت اللي دخل من النوافذ رسم ظلال على الحيطان. راوية كانت جالسة خلف مكتبها، تحاول تركز في عملها، لكن نظرات سعود اللي ما كانت تتركها طوال اليوم كانت كفيلة بأن تعكر صفو تركيزها.

وهو كان واقف عند الباب، يراقب كل حركة منها، متردد إذا كان يروح ولا يقعد.

لكن مع الوقت، كأنه ما عاد يقدر يبتعد. عيناه ما تركتها... من دون ما تشعر، كل خطوة كانت تقترب منه، وكل نفس كانت تعلن عن عاصفة صغيرة داخل قلبه.

في لحظة، دخل سعود للغرفة فجأة، خطواته خفيفة لكن ثابتة، وصوته طغى على سكون المكان:
"أحتاج منك تعديل بسيط."

راوية رفعت نظرها بسرعة، شافت وقفته قدام مكتبها، وقلبها دق بقوة أكبر من المعتاد. ما كانت متأكدة إذا كان الضغط من العمل هو السبب أو شي ثاني... لكن حاسة بشي مختلف، شيء ثقيل في الجو.

"تعدل؟" قالتها بصوت خافت، كانت تحاول تبقى هادئة، لكن برغبتها أو من غير رغبتها، كانت تهتز بقوة من كل كلمة يقولها.

سعود كان يحاول يحافظ على هدوئه، لكن بين لحظة وأخرى، كانت عيونه تفضح كل شي. كان في لحظة عجز عن كبح مشاعره، وعيناه خلت نفسه تتصاعد بشكل مستمر.

"أبغاك تطلعين معي اليوم... راح نراجع التقرير سوا." قالها بصوت كان فيه تحدي صغير، لكن حرارة كلماته كانت تحرق أكثر من أي وقت مضى.

راوية لمحت نظراته، حسّت بحرارة عينيه اللي اختلست لحظة ولم تتركها، وكانت تشوف فيهم شيء غريب، شيء يخترقها.

"ما عندي وقت،" قالتها بهدوء، كانت تحاول تغطي على ما تحس فيه.

لكن سعود ما رضى يمشي، وبخطواته القوية اتجه نحوها بشكل مفاجئ، اقترب لدرجة إنه صار على بعد خطوة واحدة منها. الوقت توقف في تلك اللحظة، وصار الهواء بينهما مشحون بشكل غريب.

نظراته كانت حارقة، والأنفاس المتسارعة بينهما واضحة. كان يحاول يبتعد، لكنه ما قدر. وكل خطوة قربت منه، كان قلبه يزداد توترا... أصابعه تتشبث بأطراف المكتب، وعينيه ما تفارق عيونها.

"أنا عارف إنك ما تكرهيني،" قالها، صوته مبحوح، غريب.
"وأنا عارف إنك مو بس شغوفة... بس تخفيه."

راوية رفعت رأسها، عيونها مليانة تحدي وصراع.
"وأنت، وش تحس؟" قالتها بنبرة حادة، كانت حائرة، ضايعة بين شعورها تجاهه وبين كرامتها.

شافت قربه منها، نفسه الواقف بينهما صار أضعف مما كان. القلوب تكاد تلتقي مع كل حركة، وكل أنفاس قصيرة بينهم. كانت عيونها مشتعلة، ولا تعرف كيف ترد، ولا كيف تحمي نفسها من هذا الحريق.

سعود رفع يده بهدوء، وكانه يحاول لمسها، لكنها تراجعت خطوة للوراء.

"ما تقدرون... مهما حاولتوا، ما تقدرون."

ضحكت ضحكة باردة، عيونها تقاوم حرارته. "ومين قال إني أحتاجكم؟"

في تلك اللحظة، عيون سعود انفجرت غضبًا، لكنه لم يجرؤ على اقترابها مرة أخرى. مجرد التحديق في عيونها كفى ليدمر صموده.

بصوت منخفض، قال: "بس أنتي لو تعرفين... أني ما قدر أبتعد."

ثم خرج بهدوء، لكن داخل قلبه كان حريق كبير.

أما هي، فبقيت واقفة في مكانها، عيونها موشحة بالحيرة، لكن قلبها كان يتحطم ببطء، حاسّة أنه فيه مشاعر أكبر من أي وقت مضى... ومشاعر أكثر صراعًا.


الجزء الثامن – "نار لا تفرغها المياه"

اليوم التالي كان جافاً... لا ريح، لا ضحك، لا تلميحات من الكلام الهادئ. كان الهواء في المكتب أكثر ثقلاً من أي وقت مضى.

سعود جلس خلف مكتبه، ما كان قادر على التوقف عن التفكير في راوية. كل حركة منها، كل نظرة، كل لحظة كان يسرقها منها. كان عارف أنه ما في مجال للهرب، ولا الهروب من الإحساس اللي ما توقّعه، لكن بداخله كان فيه شيء أكبر من مجرد الخوف. كان فيه رغبة مجنونة في الاقتراب أكثر، رغم أنه كان يحاول جاهدًا الابتعاد عنها.

لكن راوية؟ كانت صامتة. كانت تعيش في حالة تمرد دائم. ترفض الاقتراب، وتدافع عن نفسها بمسافة أمان، سواء بالكلمات أو الصمت.

مكتبها كان قريبًا من مكتبه، لكن كل ما اقتربت منه، كان قلبه يتسارع. كل خطوتها كانت تشعل في روحه نارًا جديدة. نظراتها له كانت تحدٍّ وتخبّط، كأنها كانت تبحث عن طريقة لإخماد النيران في قلبها.

في لحظة، راوية وقفت قدام مكتبه، كأنها فجأة صارت أقوى، أكثر تحدياً، وأشدّ كبرياء.

"أنا مو زي باقي الموظفين." قالتها بصوت جاف، عيونها لا تظهر فيها خوف، فقط غضب مكبوت. كانت تحاول أن تخفي الاهتمام اللي بدأ يظهر في عيونها.

سعود رفع رأسه ببطء، نظر لها بدون ما يقول شيء في البداية. كان ينتظر منه ردة فعل، لكنه صمت... لم يتكلم، فقط الأنفاس بينهما كافية لملء الفراغ. كل كلمة كانت محشورة في قلبه، وكل ثانية تمر كأنها عمر كامل.

"أنا ما أحتاجك تراقبني." قالتها بصوت منخفض، لكن قلبها كان ينكسر في داخلها، مشاعر متضاربة، بين التحدي والحاجة.

سعود تحرك، واقترب منها خطوة، لكن خطواته كانت محسوبة، جسده مشدود كالحبل المشدود في صراع داخلي.

"أنتِ ما تقدريني... لا الآن ولا بعدين." قالها بصوت هادئ، لكن كانت هناك غصّة بين كلماته.

راوية كانت تحاول الهروب بنظراتها، تتجنب الاقتراب منه، لكن شيء غريب كان يسحبها، شيء داخلها كان يصرخ بأنها قد تكون في خطر، لكنها لا تستطيع مقاومته.

لحظة اقتربه، ارتبكت، كأنها فقدت توازنها. جمدت في مكانها، عيونها تلتقي بعينيه بشكل مفاجئ، وكل شيء توقف. تنفّسهم مشترك.

فجأة، شفت يد سعود تمتد للأمام وكأنها راح تلمس خدّها... لمسة تثيرها أكثر مما توقعت، لكن راوية كانت تراجع نفسها.

"ما تقدر تمنعني،" قالها سعود، ويده لا زالت في الهواء، وكأنها تلوح في وجهها، ترمقها بنظرة غير مباشرة، تلتهب بشدة... لكنه سحب يده بسرعة ليتركها، وشعر بشيء في صدره يلتهمه.

ثم فجأة قالها، بصوت مغلف بالتوتر:
"ما في داعي نكمل هذا الصراع. أنا أقدر أخليك تضحكين، إذا تبغين." قالها بابتسامة ساخرة في زاوية فمه.

لكن، كأنها انفجرت.

"وتظن إنك تقدر؟" قالتها بنبرة جافة، وحركة يديها كانت تقطع المسافة بينهم، لكن كل كلمة كانت مشبعة بالغضب.

سعود ربط يديه وراء ظهره، وكأنه يواجه ريح عاتية، لكنه ما قدر يتجاهل البريق في عينيها. كانت عيناها تتحدى، تحترق، وكل كلمة منها كانت تتخبط كالشمس، لكن داخلها شيء آخر يخنقها.

"إذا كنت تظن إنك بتكسرني... أنت غلطان." قالتها بصوت عميق، تنفّسها أصبح أكثر عمقًا من قبل.

سعود هز رأسه، كان يضحك بصوت خافت، لكن نبرته كانت مختلفة.
"لأ... أنا ما أريد أكسر شيء. بس أنا... ما أقدر أبعد عنك."

انفجرت نظراتهم معًا، نظرات مشتعلة، مغلفة بالرفض والكراهية، لكن في نفس اللحظة، كانوا يكادون ينهارون معًا... في دوامة مشاعر أكبر من أي شيء سابق.

في تلك اللحظة... تجنبوا الاقتراب أكثر، لكن البُعد كان أكثر تعذيبًا من أي اقتراب.


نهاية الجزء الثامن
هل ينجح سعود في معركة مشاعره؟ هل ستستمر المواجهة بينهما؟

الجزء التاسع – "وإذا التقت النار بالنار"

المكتب صار ضيق على راوية... ما عاد فيه مكان تتنفس فيه، كل زاوية تمر منها، تشم فيها أثر وجوده... سعود.

كانت تحاول تشغل نفسها، ترمي نفسها داخل التقارير، الاجتماعات، والمهام اليومية، لكنها كانت تحس بعيونه تراقبها دايمًا من بعيد... وفي بعض اللحظات... من قريب جدًا.

صار يتعمد يمر من جنبها، يوقف وراها وهي واقفة عند الطابعة، يسألها أسئلة تافهة بس عشان يسمع صوتها، أو يراقب طريقة تنفسها وهي تحاول تتجاهله.

صارت هي الثانية تنتبه، تحس، تحترق.

وفي يوم، كانوا سوا في المصعد... لحالهم.

مساحة ضيقة... تنفّسهم يسمع، وقلبها ينبض لدرجة إنها حسّت إن الجدار ممكن يسمع دقاته.

سعود كان واقف جمبها، ما قال شي، ما لمسها، ما سوى أي تصرف واضح... بس نظراته؟ كانت تقول ألف شيء.

راح نظره لشفاتها ثم عيونها، وهي كانت تحاول ترفع وجهها بعيد، بس نظراته سحبتها غصب.

"متى آخر مرة قلتي اللي تحسين فيه؟" سألها، صوته واطي، مبحوح، كأنه طالع من جرح عميق.

التفتت له، مستغربة سؤاله... لكن أكثر شيء أربكها، هو نبرة الاشتياق اللي ما تليق بشخص مثل سعود.

"ما أقول أبدًا. لأن كل شيء حولي يخليني أندم إذا تكلمت." ردت بهدوء، لكنها كانت تغلي من جوّا.

هو ابتسم، بس ابتسامة فيها وجع أكثر من فرح.

"وأنا؟ أنا صرت ندم؟" قالها وهو يقرّب شوي، ما لمسها، بس ظلّه صار يلمس كتفها، والمسافة صارت تحت الصفر.

كانت تبي ترد... بس ما عرفت وش تقول.

"راوية،" ناداها، بصوت خاشن، فيه شيء يكسر القلب.

"أنا كنت شاك فيكِ... لفترة، وكنت ناوي أقدّمك للتحقيق. كنت فاكر إنك شريكة في السرقة اللي تصير."

تجمدت.

عيناها توسعت، الدموع جت في طرفها، لكن كرامتها كانت درعها الأول.

"يعني كنت تراقبني... تشتغل جنبي، كل هالأسابيع، وتشك فيني؟!" قالتها بصوت مهزوز، يدها ترتجف على طرف المصعد.

"كنت مجنون... ويمكن لا زلت." قالها بصوت واضح.

"بس الحين... أنا مجنون بك."

كان فيه صوت جرس المصعد، فتح الباب... بس ولا أحد منهم طلع.

راوية وقفت في مكانها، تشوف الأرض، تحاول تبلع الإهانة... وتقاوم الضعف.

لكن صوت سعود رجع:

"بس تدرين وش اللي خلاني أتحمل هالجنون؟"

رفعت عيونها... نظرات مشتعلة.

"ضحكتك... لمن تضحكين من شي غبي، والطريقة اللي تشدين فيها شعرك لما تعصّبين، ولمن تحسين إنك وحيدة... وتحاولين تبين قوية. كل شي فيك، خلاني أنسى أنا ليه موجود هنا أساساً."

سكَتت.

اللحظة كانت معلقة، تتنفسها الجدران.

كانوا قريبين جداً... جداً. لو تنفس أحدهم بزيادة، كان ممكن يلمسون بعض.

لكنها دفعت نفسها للخارج، مشيت بخطى سريعة، ما التفتت.

وتركت سعود في المصعد، يصارع نارين: نار العشق... ونار الذنب.

مرت أيام بعد المواجهة في المصعد، وكل لحظة كانت تمر كانت تحرق أعصاب راوية أكثر. سعود ابتعد فجأة. ما عاد يمر من جنب مكتبها، ولا يسأل عنها، كأنه سحب نفسه بهدوء، وكأنه تعب. لكن الحقيقة؟

هو كان يختنق.

كان يحاول ينسحب عشان ما يضغط عليها، لكنه من الداخل كان ينهار. كل زاوية في الشركة تذكره فيها، وكل ملف تفتحه سكرتيرته فيه ريحة من ريحة صوتها.

أما راوية، كانت تحاول تمشي طبيعي، تشتغل، تحضر الاجتماعات، بس قلبها... ما عاد له أمان.

كل شيء انفجر فجأة، لما دخلت على اجتماع الطوارئ اللي دعا له المدير العام بنفسه.

سعود كان جالس في راس الطاولة، لأول مرة يبين للكل من هو.

ببدلة رسمية سوداء، ونظرات حادة، قال بصوت قوي:

"أول شيء، أحب أقدم شكري العميق للآنسة راوية، لأنها كانت رغم كل شيء، موظفة نزيهة، وصادقة، وكانت من أول من نبه الإدارة عن خلل في بعض العقود."

الكل التفت لها.

هي ما فهمت.

التفت له، نظراتها تقول: وش قاعد تسوي؟

لكن سعود كمل:

"وثاني شيء، أحب أعتذر قدام الكل... لأن سوء ظني فيها خلاني أقسى مما المفروض."

المدير التفت له بدهشة، بس سعود تجاهله، كان يشوف بس هي.

راوية كانت على وشك تبكي، بس تماسكت.

خلص الاجتماع.

وطلعت.

وهو لحقها.

وقفها عند باب المصعد.

"اسمعي، أرجوك لا تروحين كذا."

"وش تبي؟ قدمت اعتذارك قدام الكل. خلاص. خلصنا."

"ما خلصنا، لأني... ما اعتذرت عشان بس غلطت فيك. أنا اعتذرت، لأني أحبك."

قالها وهو يرفع صوته شوي. وكل اللي في الرواق التفت.

هي جمدت.

"من يوم شفتك، وأنا أضيع. وكل لحظة أقضيها بعيد عنك، تحرقني."

سكت.

"أنا ما أنكر إني غلطت، وكنت قاسي، ويمكن حتى أناني، بس والله... حُبك دخلني من أوسع أبواب العذاب."

نزلت دمعة من عينها.

قرب منها، ما لمسها.

"راوية... تقبلين تتزوجيني؟ مب لأنه والدي يبغى، ولا لأن الشركة تحتاج... بس لأن قلبي ما عاد يبي إلاك."

ابتسمت، رغم الدموع.

"وأنا... أحبك من أول ما دخلت علينا، بملابسك البسيطة، وطريقة كلامك الغريبة... بس كنت خائفة أحبك، وأنت تطلع شخص ثاني."

ضحك.

"وطلعت فعلاً شخص ثاني. بس قلبي، ما كذب يوم شافك."

مد يده.

"نبدأ من جديد؟"

مدت يدها له.

"نبدأ من أول وجديد، بس هالمره... بدون أكاذيب."

وانتهى الصراع...

وبدأ الحب الحقيقي.

نهاية الرواية ❤️

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق