روايات زواج اجباري البطل غني والبطله فقيره، واتباد، روايات زواج اجباري، روايات فيها زواج اجباري وعناد، روايات حب سعودية، خليجية، إماراتية، كويتية، حب عشق، قصص، روايات.
قصة غرام ساخنة
أشهب الثري والجوهرة الفقيرة وزواج إجباي ينتهي بحب عاصف.الجزء الأول: أول لقاء... والصدمة الأولى
في صباح يوم مشرق، كانت الجوهرة تمشي بخطوات متسارعة، قلبها ينبض بسرعة غير معتادة، يدها تمسك أوراق التخرج والملف اللي يحتوي على توصيات الأساتذة. اليوم هو اليوم اللي كانت تنتظره طوال سنوات دراستها في الجامعة، يوم تتخرج فيه بتقدير امتياز.
وصلت إلى باب الشركة الكبيرة اللي طالما حلمت تشتغل فيها. كانت الشركة تابعة لأحد أكبر رجال الأعمال في البلد، أشهب، رجل في أوائل الثلاثينات، وسيم، غامض، وذو نفوذ قوي. سمعته في السوق كانت لا مثيل لها، وسمعته في التعامل مع موظفيه كانت متقلبة بين القسوة والجدية، لكن على الرغم من ذلك كان الجميع يحلم بالعمل تحت جناحيه.
الجوهرة كانت متحمسة، لكنها شعرت بشيء من القلق. كيف ستتقدم لوظيفة في شركة ضخمة مثل هذه؟ وكيف ستقابل مدير الشركة، الذي لا يعرفها، والذي لا علاقة له بعالمها البسيط؟
بينما هي تتجه نحو المدخل الرئيسي للشركة، كان أشهب يخرج من الباب الخلفي كما هي عادته. كان يحب تجنب الازدحام والمشاكل التي تأتي مع الفضوليين الذين يلتفون حول الباب الرئيسي يوميًا. كان لديه طريقة مميزة في مساعدة المحتاجين، لكنه كان يشعر بالضيق من التدخلات المستمرة في حياته.
وما أن اقتربت الجوهرة من المدخل الخلفي، حتى اصطدم بها أشهب بشدة، وكأن العالم كله تجمّد للحظة. "آه!" سقطت الأوراق من يدها، وتفرقت في الأرض، بينما هو حاول أن يساعدها بشكل آلي.
"آسف!" قالها ببرود، لكنه لم يتوقف عن النظر إليها.
لكن الجوهرة، التي كانت غاضبة ومربكة، رفعت رأسها وقالت بنبرة قاسية:
"وش فيك تركض بهذي الطريقة؟ ما تشوف قدامك؟"
لكنها لم تكن تدرك أنه لا يتحدث في مثل هذه اللحظات، ولا يعبأ بالكلمات. كانت نبرتها وعنفوانها يثير فيه شيئًا لم يستطع تجاهله. رغم إهانتها الواضحة له، كانت عيونها مليئة بشيء من الجمال الصارخ والعنفوان الذي لا يقاوم.
أخذ أشهب يلتقط الأوراق بسرعة، وبدون أن يقول شيئًا، بدأ يبتعد. لكن في قلبه كان هناك شيء ما بدأ يتحرك. كان يراها لأول مرة، ومع أنها كانت تُظهر إهانتها، إلا أن ملامحها تثير فضوله بطريقة غير مريحة.
**
في اليوم التالي، دخلت الجوهرة مع والدها الذي يعمل كساعي بريدي في نفس الشركة، متوترة تمامًا من فكرة مقابلة هذا الشخص مرة أخرى. لكن عندما دخلت معه إلى المكتب، كان قلبها يقفز داخل صدرها. "هل هذا هو؟"
نعم، كان هو نفسه، أشهب، الذي اصطدم بها في اليوم السابق، كان جالسًا خلف مكتبه، ينظر إليها ببرود، تمامًا كما كانت تتوقعه.
ألقى عليها نظرة عابرة، ثم قال بصوت هادئ:
"أنتِ الجوهرة، صح؟"
كان صوته عميقًا، وهادئًا، لكنه كان يحمل قسوة لا تُخطئها الأذن.
لكن الجوهرة لم ترد عليه. كانت تشعر بالحرج الشديد، وبخاصة أن والدها كان ينتظر أن يُكرم من قبل مدير الشركة. "هل هذا هو الشخص الذي سيتحكم في مصيرها؟"
بعد لحظة من الصمت، قال أشهب بنبرة هادئة:
"حسنًا، بما أنكِ خريجة جامعة، سأوظفك هنا. ستكونين سكرتيرتي الشخصية."
تفاجأت الجوهرة، لكن كان جزء منها يعتقد أنه ربما يريد الانتقام منها على ما حصل في اليوم السابق. ظنت أن هذه الوظيفة ستكون وسيلة لإهانتها، لكن والدها، الذي كان سعيدًا جدًا بالمفاجأة، ابتسم وشكر أشهب بحرارة.
"جزاكم الله خيرًا، سيدي."
بينما كانت الجوهرة تتردد في قبول العرض، كانت عيونها مليئة بالقلق. لم تكن تعرف كيف ستواجه هذا الشخص القاسي الذي يبدو غامضًا جدًا. وكانت في أعماقها تدرك أن مهمتها الآن ليست سهلة.
"هل هذا هو انتقامي؟" كانت تسأل نفسها في صمت. "أم هو قدر؟"
لكن في أعماق أشهب، كان الشعور بالفرح والسعادة يزداد. هو يعرف تمامًا أنها لن تبقى هكذا إلى الأبد، وأنه سيجعلها تقع في حبه، رغم كل مقاومتها.
قبل أن تتابع القراءة يجب أن تعلم أن جميع الحقوق محفوظة لموقعنا a7mmr.net أي نسخ أو اقتباس من الرواية يضعك تحت طائلة القانون، يمكنك نشر الرواية من خلال ارسال الرابط الإلكتروني إلى صديق أو من خلال نشر الرابط الإلكتروني على منصات التواصل الإجتماعي، لكن النسخ ممنوع وسنقاضي كل من يقوم بسخ الرواية، أو أي جزء منها.
كان اليوم الأول للجوهرة في العمل شديد التوتر.
داخل المكتب الفاخر الذي يعج بالموظفين، جلست خلف المكتب الكبير الذي كان أشهب قد خصصه لها كـ "سكرتيرة شخصية"، بينما هو في الجهة الأخرى من المكتب، خلف مكتبه الخاص الذي يُعد أكبر بكثير من مكتبها المتواضع.
كانت الجوهرة تشعر بشيء غريب في أعماقها.
أولًا، كانت مضطربة، كيف ستتعامل مع رجل كهذا، رجل غامض، قاسي، وتُغلف شخصيته بهالة من الهدوء الذي يُخفي خلفه مشاعر معقدة؟
لم يكن هذا هو أول مرة تعمل فيها في شركة كبيرة، لكنها كانت تدرك أن أشهب ليس شخصًا عاديًا. هو ليس فقط رجل أعمال ناجح، بل هو شخصية أثرت في حياة الكثيرين، شخص يتحكم في الكثير من المصائر.
بينما هي تفكر، دخل أشهب للمكتب، وألقى نظرة سريعة عليها، ثم بدأ يعمل على جهازه.
هو لم يعطِها أي اهتمام، لكنه كان يتابعها من طرف عينيه، لا يهمه أن يتواصل معها بشكل مباشر، بل كان يراقب تصرفاتها عن كثب.
**
في تلك اللحظة، كان قلب الجوهرة ينبض بشدة.
كانت تحاول أن تبقى على هدوئها، لكنها لا تستطيع. عيون أشهب كانت تُنغز أعماقها، وكأنها تقرأ ما في قلبها وتفكيرها من خلال نظرة واحدة.
"هل هو يراقبني؟" تساءلت في نفسها، بينما كان أشهب يضغط على لوحات مفاتيحه بكل هدوء، يقرأ الرسائل الواردة من شركائه، ويوقع على بعض الوثائق.
في البداية، كانت تعمل بصمت، تحاول أن لا تُظهر أي تردد أو قلق.
لكن كانت أعين أشهب تتبعها، وفي كل مرة ترفع عيونها لترى ماذا يفعل، كانت تلتقي بنظراته الحادة التي تقلب مشاعرها رأسًا على عقب.
**
اليوم مر ببطء، وكلما مر الوقت، كلما شعرت الجوهرة بمشاعر مختلطة نحو أشهب.
كانت غاضبة، مربكة، لكنها أيضًا كانت تجد شيئًا في داخله يجذبها، شيئًا يجعل قلبها يخفق بشكل مختلف.
في وقت الظهر، دخلت أشهب غرفة الاجتماعات، وفيما كانت الجوهرة تنظف مكتبها، تأملت في الموقف.
كانت تتساءل: "هل هو فعلاً يريد أن يُذلني هنا؟" لكن في ذات الوقت، كانت تدرك أنه لا يمكن أن يكون هذا كله مجرد انتقام. هل يعامل جميع الموظفين بهذه الطريقة؟
**
مرت الأيام، وأصبحت الجوهرة جزءًا من روتين العمل اليومي.
كانت تتعامل مع الملفات، وتنظم مواعيد أشهب، وتنسق الاجتماعات الهامة، لكن في قلبها كان هناك شيء آخر يحدث.
في يومٍ من الأيام، دخل إلى المكتب أحد موظفي الشركة، شاب وسيم وأنيق، يحمل بين يديه أوراقًا هامة، وبدأ يتحدث مع أشهب في قضية اقتصادية هامة.
كان حديثهم مليئًا بالتهذيب والاحترام، لكن كانت الجوهرة تلاحظ كيف كانت نظرات الشاب تتنقل بين أشهب و هي.
كان يقترب منها، ويبتسم بإعجاب، وكانت هي تشعر بشيء غريب في قلبها. لم تكن تعرف لماذا، لكنها شعرت بالغيرة وهي تراه يتحدث مع أشهب بطريقة مختلفة.
**
في تلك اللحظة، قررت أن تبتعد عن مشاعرها المشتتة.
أخذت نفسًا عميقًا، وقالت لنفسها: "أشهب لن يهتم بي أبدًا، هو مجرد رجل أعمال بارد لا يعنيه شيء."
لكن أشهب، على الرغم من تصرفاته الجافة، لم يغفل عن تلك اللحظة.
راقب الجوهرة عن كثب. كان يرى التوتر الذي يسيطر عليها، وكان يعرف أن في داخلها شيء حيّ، شيء لا يمكن أن يُخفى.
**
ومع مرور الأيام، أصبح شعور الجوهرة تجاه أشهب أكثر تعقيدًا.
في البداية، كانت تحاول تجاهله، لكن لم تستطع. كانت تغار من الطريقة التي يتعامل بها مع الموظفات الأخريات، خصوصًا أن هناك العديد من الفتيات اللواتي يأتين إلى المكتب كل يوم، سواء للعمل أو من أجل مشاريع خاصة، وكل واحدة منهن تحاول أن تفرض نفسها على أشهب بطريقتها الخاصة.
**
أما أشهب، فكان يعامل الجوهرة بكثير من البرود والتجاهل، وكأنها مجرد موظفة عادية في شركته. كان يستمتع برؤية غضبها، وغيرة عيونها التي لا يستطيع إخفاءها.
كان يعرف أنها تعتقد أنه لا يهتم بها، وكان يتعمد أن يُظهر لها العكس. كان يتحداها في كل خطوة، ليُشعرها بأنها لا تملك شيئًا سوى العمل، وكان يتعمد أن يخلق تلك الأجواء في المكتب، حيث يراها تراقب تصرفاته بشكل غير متعمد.
**
الجزء الثالث: الإغراء المستتر... والفهم الخاطئ
مرت أسابيع على عمل الجوهرة في شركة أشهب.
وبينما هي تحاول أن تجد توازنًا بين كونها موظفة جديدة وحفاظها على كرامتها، أصبح أشهب يشد انتباهها أكثر وأكثر، وابتسامات الفتيات في المكتب لم تكن تفعل شيئًا سوى تعزيز مشاعرها المتضاربة تجاهه.
لم تكن تعرف كيف تسيطر على نفسها كلما اقترب منها أو تحدث معها. كان يجلب لها التوتر والارتباك، وعندما كانت تتعامل مع أوراقه، كان يشعره وكأنها تراقب كل حركة يده أو نبرة صوته. شيء في داخله كان يدفعه لأن يظل بعيدًا، وبنفس الوقت كان يعاملها بتجاهل مستمر.
لكن الأمور في الشركة لم تكن دائمًا كما يعتقد البعض.
العديد من الموظفين بدأوا يتكهنون بالعلاقة المتوترة بين أشهب و الجوهرة، وهذا جعلها تشعر بالخوف أكثر.
**
ذات يوم، دخلت إلى المكتب في وقت متأخر، وكان أشهب جالسًا خلف مكتبه كعادته، لكن هناك شيء مختلف في الجو. كانت الأضواء خافتة، وصوت الهاتف يتردد في الصمت. كان يهمس مع أحد المتعاونين، وبينما هي تتجه نحو مكتبه لتحضر له ملفًا مهمًا، شعرت بحضور نظراته.
"أشهب... هل تحتاج شيئًا آخر؟"
قالتها الجوهرة بصوت خافت، لكن كان هناك شيء في نبرتها يوحي بالتوتر.
أشهب نظر إليها بنظرة غريبة، مليئة بالغموض.
"لا شيء، فقط تذكري أن تحضري لي جدول أعمال الغد قبل الساعة الثانية ظهرًا."
لكن حين أضاف، وهو يبتسم ابتسامة ساخرة:
"وأيضًا، يبدو أنكِ صرتِ قادرة على إدارة الأمور جيدًا، أليس كذلك؟"
ابتسمت له الجوهرة برقة، لكنها لم تُظهر له ما كانت تشعر به من غضب.
"أشكرك، سأكون جاهزة."
ثم خرجت من المكتب سريعًا، وهي تُحاول إخفاء مشاعرها التي بدأت تصبح أكثر وضوحًا في قلبها.
**
لم تمضِ سوى ساعات قليلة، حتى شعر أشهب بشيء آخر في الجوهرة.
كان يشعر أنه على وشك أن يكتشف ما يدور في ذهنها، لكنها كانت تُحاول أن تُخفي ذلك عن الجميع. لكنها لا تستطيع أن تخفي غضبها و غيرتها، خاصة بعد أن شهدت العديد من الزيارات من موظفات أخريات إلى مكتبه.
**
في اليوم التالي، بينما كانت الجوهرة تعمل على تنظيم ملفات جديدة في المكتب، دخلت إحدى الموظفات الجميلات، في فستان أنيق، تحمل معها تقريرًا لتسليمه إلى أشهب.
وما أن رأته، حتى ابتسمت له ابتسامة ساحرة وقالت:
"مساء الخير، أشهب."
كانت نظراتها مليئة بالإعجاب، وحركاتها لم تكن تخلو من الإغراء، وكان واضحًا أن الفتاة تحاول لفت انتباهه.
في تلك اللحظة، توقفت الجوهرة عن عملها ونظرت إليهم.
قلوبها كانت تخفق بسرعة، وعيناها تعكس الغضب الذي لم تستطيع كبحه.
**
قبل أن تتابع القراءة يجب أن تعلم أن جميع الحقوق محفوظة لموقعنا a7mmr.net أي نسخ أو اقتباس من الرواية يضعك تحت طائلة القانون، يمكنك نشر الرواية من خلال ارسال الرابط الإلكتروني إلى صديق أو من خلال نشر الرابط الإلكتروني على منصات التواصل الإجتماعي، لكن النسخ ممنوع وسنقاضي كل من يقوم بسخ الرواية، أو أي جزء منها.
أشهب، الذي كان يركز في العمل، لم يلاحظ ما كان يحدث حوله.
كان يبدو وكأنه يتجاهل كل شيء، حتى الجوهرة، التي كانت تراقب بعينيها تلك المشهد بحنق.
ابتسم لها أشهب وقال:
"مرحبًا، كيف يمكنني مساعدتك؟"
ثم أضاف بابتسامة ساخرة:
"هل جئتِ فقط لتُسلّمي لي التقارير، أم أنكِ جئتِ لكي تشتكي من الموظفين الآخرين؟"
**
الجوهرة كانت تحاول أن تُخفي مشاعرها، لكنها لم تستطع التوقف عن التفكير في تلك الفتاة، وكيف كانت تتلاعب به بهذه الطريقة.
**
بينما هي تغادر المكتب في حالة من الغضب، لم تعرف أن أشهب كان يراقبها عن كثب.
شعر بشيء غريب في قلبه. شعور بالراحة عندما رأى غضبها، كما لو أن هذا الغضب قد كشَف عن شيء أعمق في نفسه.
**
في المساء، كان أشهب يعمل على تقرير مهم في مكتبه عندما دخلت الجوهرة إليه بخطوات هادئة، وتحمل تقريرًا إضافيًا يحتاج توقيعه. كانت عيونها مليئة بالتحدي، وحركاتها أكثر استدارة مما كانت عليه من قبل.
**
"أشهب، هناك هذا التقرير، أرجو أن تقوم بتوقيعه."
قالتها ببساطة، لكنها كانت تدرك أن حديثها كان بمثابة اختبار.
نظر إليها أشهب بعينيه الباردتين، لكنه لم يُجيب على سؤالها مباشرة.
بل قال:
"لا بأس، لكن إذا أردتِ حقًا إتمام عملك بشكل أفضل، ربما يجب أن تُركزين أكثر في عملك، بدلًا من مراقبة الآخرين."
**
تجمدت الجوهرة للحظة.
هل هو يتحدث عنها؟ هل هو يقصد إهانتها مجددًا؟
لكن بدلاً من الرد، ابتسمت بابتسامة مشحونة بالتحدي وقالت:
"أنت مخطئ، أشهب. أريد فقط أن أكون الأفضل في عملي."
**
لكن في أعماق أشهب، بدأ شيئ ما يتشكل.
هل كانت تتحداه بالفعل؟ أم أنها تحاول أن تظهر شيئًا كان يراه من أول لحظة؟
كان يعاملها بتجاهل، ولكن في الوقت نفسه، كان يشعر أنها أصبحت جزءًا من حياته بشكل غير تقليدي، وكان هو نفسه غير قادر على فهم تلك المشاعر الغريبة التي كانت تنمو تجاهها.
**
الجزء الرابع: المواجهات والاقتراب المتزايد
أيام مرّت على تلك المواجهة الصامتة بين الجوهرة و أشهب. كانت الحياة في المكتب تمضي بشكل رتيب، لكن في كل لحظة، كانت المشاعر بينهما تزداد تعقيدًا. فكلما حاولت الجوهرة أن تُظهر برودة في تعامُلها مع أشهب، كان هو يُحفّزها أكثر وأكثر.
**
في صباح أحد الأيام، وبينما كانت الجوهرة مشغولة بترتيب مواعيد أشهب، دخل إلى المكتب بابتسامة غير مُعتادة على وجهه. كان يبدو هادئًا جدًا، أكثر من المعتاد. لم يكن هناك شيء في تصرفاته يشير إلى التوتر الذي كان يشعر به من الداخل.
**
في تلك اللحظة، دخلت إحدى الموظفات الجميلات، وكانت تحمل معها تقريرًا هامًا. وقفت عند الباب وألقت السلام على أشهب، وتحدثت معه بابتسامة ساحرة، ثم تَوجهت إلى مكتب الجوهرة لإلقاء نظرة على بعض المستندات.
في الوقت الذي كانت فيه الفتاة تُحدث الجوهرة عن التقرير، كانت الجوهرة تراقب أشهب وهو يراقبها.
**
لا شيء كان يحدث في تلك اللحظة سوى أن أشهب كان يمرر عينين مشوشتين على الجوهرة، وكأن قلبه قد سقط في مكان مظلم. الجوهرة كانت تراقب، وكانت تُحاول ألا تُظهر أي انزعاج. لم تكن تعلم لماذا كانت تشعر بالغضب الشديد كلما رآها تُحدث أشهب أو يبتسم لها بتلك الابتسامة الجذابة.
**
تجمع في قلب الجوهرة الكثير من الأسئلة، وكانت حيرتها تزداد كل يوم. ماذا يريد أشهب منها؟ هل هي مجرد موظفة في شركته أم هناك شيء آخر في قلبه يُخفيه عنها؟
**
ثم جاء اليوم الذي كان بمثابة نقطة التحول.
في أحد الاجتماعات، كان أشهب يقف أمام الجميع ويعرض تقارير مالية مهمة تتعلق بمستقبل الشركة. كان الجو في الغرفة متوترًا. كان الجميع ينتظرون الكلمة الحاسمة، وكان أشهب يتحدث بثقة كبيرة، لكن الجوهرة كانت تلاحظ شيئًا غريبًا في نظرته.
**
في لحظة من اللحظات، التقت أعين أشهب و الجوهرة، وكان هناك شيء غير مفسر في تلك النظرة. كانت تلك اللحظة كالعاصفة التي تهز أعماقها، فكلما تلاقى نظرهما، شعرت الجوهرة بتلك الحرارة التي كانت تندفع داخل قلبها. هي حاولت أن تبتعد عن هذه المشاعر، لكنها كانت تتراكم في داخلها أكثر من أي وقت مضى.
**
بعد الاجتماع، جاء أشهب إلى مكتبه وأغلق الباب خلفه. كانت الجوهرة تجلس في مكتبها تحاول أن تُركز في عملها، لكن قلبها لم يكن يساعدها على التركيز.
**
فجأة، دخل أشهب إلى مكتبها دون سابق إنذار. نظر إليها بنظرة حادة، وألقى ملفًا على مكتبها قائلاً:
"هذا تقرير يتطلب منك العمل عليه سريعًا. أريد منكِ أن تكوني في غاية التركيز."
كانت الجوهرة تُحاول إخفاء مشاعرها، لكن نظراته كانت كافية لزيادة التوتر في داخلها.
"حسنًا، سأقوم بذلك فورًا." قالتها بصوت هادئ، لكن كانت تعلم أن أشهب يراقبها عن كثب.
**
مع مرور الأيام، بدأت مشاعر الجوهرة تتزايد بشكل مُربك. كانت تغار من أي فتاة تقترب منه، وتغضب من الطريقة التي يعاملها بها. لكنها كانت تردد في داخلها: "هو مجرد رجل قاسي. لا يهتم بأحد غير نفسه."
وفي كل مرة كانت تبتعد عن أشهب، كان هو يقربها أكثر.
**
لكن في يومٍ آخر، بينما كان أشهب يتحدث إلى أحد موظفيه في المكتب، لاحظت الجوهرة كيف كانت تلك الفتاة الجميلة تُعلق على ما قاله. ورغم أنها حاولت ألا تُظهر أي شيء، كانت نظراتها تفضحها.
**
كانت تلك اللحظة بداية لتغيير حقيقي.
**
ذات مساء، بينما كان الجميع قد غادروا المكتب، دخل أشهب إلى مكتب الجوهرة بعد أن تأكد من أن لا أحد هناك. كانت هي تُحاول أن تضع الأوراق في ترتيب دقيق، لكنها شعرت بحضوره.
**
"أشهب، ماذا هناك؟" قالتها بصوت خافت، ولم ترفع عيونها عن الأوراق.
**
لكن أشهب اقترب منها أكثر. كان هناك شيء غريب في تلك اللحظة. كان أشهب يراقبها عن كثب، وكانت هي تحاول أن تظل هادئة، لكن قلبها كان ينبض بشدة. كان الجو حارًا، وكأن المكيف في المكتب أصبح لا يعمل كما يجب.
**
"الجوهرة..." قالها بصوت هادئ، ثم توقف للحظة، وكأن هناك ما يريد أن يقوله، لكنه تردد.
**
"ماذا تريد مني؟" قالتها بصوت منخفض.
**
في تلك اللحظة، شعر أشهب بشيء لم يكن يتوقعه. كانت الجوهرة أمامه، وتحديه لها كان يثير فيه مشاعر لم يكن يفهمها. كان يدرك أنه لا يستطيع إبعادها عن ذهنه.
**
بينما كانت نظراتهما تتلاقى، قال أشهب بصوتٍ منخفض:
"هل تعلمين؟ لا أستطيع تجاهلك."
**
ثم لفت نظرها للمرة الأولى بقوة، وفجأة ساد الصمت بينهما. كان يتنفس بعمق، وعيناه لا تترك عينيها.
**
في تلك اللحظة، شعرت الجوهرة بشيء غريب.
هل هو يُحبها؟ أم أنه يتلاعب بها؟
الجزء الخامس: مواجهات العواطف... وشرارة الاعتراف
مرت أيام، وكأنها أسابيع من التوتر والتمرد بين الجوهرة و أشهب. كانت الجوهرة تحاول أن تظل بعيدة عن أي تلميحات قد تؤدي إلى الاعتراف بمشاعرها، بينما كان أشهب يتصرف وكأنّه لا يكترث بما يدور في قلبها، رغم أنّه في أعماقه كان يشعر بشيء آخر. مشاعر مُربكة، طاقة غريبة كان يشعر بها كلما اقترب منها.
**
كان يومًا عاديًا في المكتب، وكانت الجوهرة تعمل على جدول مواعيد أشهب، عندما دخل عليه أحد العملاء المهمين. وحين جلس على المكتب، بدأ حديثه مع أشهب. كانت الجوهرة تقف في زاوية الغرفة، تراقب المشهد بحذر.
كلما تحدث أشهب مع هذا العميل، كانت الجوهرة تلاحظ تلك الابتسامة المطمئنة على وجهه، ولكن هناك شيء في عينيه جعلها تشعر بشيء غريب. كان أشهب يبدو أكثر هدوءًا من المعتاد، وكان في تلك اللحظة يُطلق نظراتٍ حادة تجاهها.
**
"هل تستطيعين أخذ ملاحظات لهذه الجلسة، الجوهرة؟" قالها أشهب بصوتٍ هادئ، وكان يعكف على أوراقه.
**
"بالطبع، سأكون جاهزة." أجابت الجوهرة بصوتٍ بارد، محاولة إخفاء اضطرابها.
كانت تلك اللحظة تحمل في طياتها مزيدًا من التشويق، فكل حركة من أشهب، وكل كلمة له، كان لها أثر في قلبها الذي بدأ ينبض بسرعة.
**
بينما كانت تُسجل الملاحظات، لاحظت الجوهرة كيف كان أشهب يراقبها من خلال مرآة مكتبه. كان عينيه تلاحقانها في كل حركة. شعرت كما لو أنّه يستمتع بتحديها. في ذلك الوقت، الجوهرة تمنت أن تُنفجر الأمور وتُعلن عن مشاعرها له، لكنها كانت تُقاتل تلك الرغبة في قلبها، تُخفيها وراء الكبرياء.
**
وعندما انتهى الاجتماع، وأصبح العميل خارج المكتب، رمى أشهب نظرة أخيرة على الجوهرة وقال، بابتسامة صغيرة:
"أنتِ جيدة في عملك."
**
شعرت الجوهرة بشيء غريب في قلبها، كأن الكلمات ليست مجرد ثناء عابر، بل كانت تحمل بين طياتها شيئًا أعمق. لكن بدلًا من الرد، أغمضت عينيها للحظة، وابتسمت بلطف، ثم قالت:
"شكرًا، هذا ما أفعله."
**
وفي تلك اللحظة، شعر أشهب بشيء ما يزداد قوة في داخله.
كان في ذهنه مجموعة من الأسئلة التي تسببت في تعكير صفو تفكيره. هل هي حقًا مثل ما يبدو من الخارج؟ أم أنّ هناك شيء آخر؟ هل هي تخفي مشاعرها أم هي فقط تواجه كبرياءها؟!
**
في المساء، كان أشهب يستعد لمغادرة المكتب، لكنه شعر بحركة غير اعتيادية خلفه. لم يكن سوى الجوهرة، التي كانت تُغلق الأضواء خلف مكتبها.
**
"الجوهرة..." قالها بصوتٍ غير متوقع، جعل قلبها يقفز في صدرها.
**
"نعم؟" أجابت، وهي تشعر بشيءٍ غريب، كأنها قد فشلت في إخفاء ما يدور في قلبها.
**
"هل تظنين أنّكِ تستطيعين إخفاء مشاعرك عني؟" قالها أشهب بنبرة حادة، كأنما كان يبحث عن شيء منها.
**
ابتلعت الجوهرة ريقها، هل هو يعلم؟ كانت هذه هي فكرتها الأولى، لكنه أكمل قائلاً:
"أنا لا أتوقع منك أن تظلّي صامتة إلى الأبد. أعلم جيدًا أنكِ تشعرين بشيء ما."
**
كان قلبها يكاد ينفجر. كيف يمكنه أن يعرف؟ كيف يمكنه أن يلاحظ؟
**
وفي تلك اللحظة، شعرت الجوهرة بشيء عميق في قلبها يتناثر. هل تُعترف؟ أم تظل مكابرة؟
**
لكن، بدلًا من أن تتحدث، نظرت إليه بنظرة قوية، وحاولت أن تُظهر التماسك. كانت تدرك أنه ربما كان يختبرها، وربما كانت تلك اللحظة الحاسمة في حياتها. تجرأت على الرد وقالت، بصوتٍ متقطع ولكن عميق:
"أشهب، ماذا تريد مني؟ أنا هنا فقط لأداء عملي. فقط لا شيء أكثر."
**
لكن أشهب شعر بشيء مختلف في نظراتها. كان يشعر بشيء مُخفي.
**
"أنتِ أيضًا... لا تحاولين إخفاء مشاعرك أكثر." قالها وهو يبتسم بسخرية.
ثم تابع حديثه بصوت جاد، "أريد منكِ أن تعترفي، الجوهرة. أنا لا أطلب منك شيئًا أكثر. لكن دعينا نواجه هذا معًا."
**
صمت طويل. نظرت الجوهرة في عينيه، وكانت تعرف في أعماقها أن الوقت قد حان. كانت تلك اللحظة حرجة، وكان قلبها يدق بسرعة، بينما عقله يعترض على الاعتراف.
**
ولكن، في لحظة غضبٍ داخلي وقلق شديد، قالت:
"أنتَ مغرور، أشهب! وأنا لا أريد أن أكون جزءًا من لعبة غرامك مع فتياتك."
**
توقف أشهب، ووقف بصمت أمامها، كأنما كُشف شيء داخله. تلك الكلمات كانت تُوجّه إلى قلبه مباشرة. كانت أشبه بالصرخة التي تُحرّك مشاعره بشكل غير مُتوقع.
**
ثم اقترب منها أكثر، لكن بصوت منخفض وجاد:
"وأنتِ أيضًا، الجوهرة... تحاولين إخفاء مشاعرك. وتصدقين أنني لا ألاحظ."
**
الجزء السادس: بداية الاعتراف... والعواطف المتأججة
مرت عدة أيام منذ تلك المواجهة بين الجوهرة و أشهب. كانت الجوهرة تحاول جاهدة أن تتجاهل مشاعرها، وأن تظل محافظة على كبريائها الذي بدأت تشعر بأنه ينهار شيئًا فشيئًا. كلما نظرت إلى أشهب، كلما اشتعل قلبها بشعور غير مفسر، شعور كانت تتمنى أن تتمكن من تحجيمه أو حتى تجاهله.
**
أما أشهب، فقد كان يعاني من معركة داخلية لا تقل شدة. الجوهرة أصبحت في ذهنه أكثر من أي وقت مضى. كانت شخصًا غامضًا، تمردت على كل شيء حولها، وكان يراها مثل نار تتسلل إلى قلبه دون أن يشعر. لكنه لم يكن ليظهر لها ذلك، لا، لا. كان أشهب دائمًا يتعمد إخفاء مشاعره خلف برودته، وبذلك أصبح أشهب يحاول مرارًا إغاظتها أكثر وأكثر، ليحصل على تلك الردود التي تجعله يشعر بنشوة غريبة.
**
كان اليوم عادياً، كان المكتب هادئًا، وكان أشهب يراقب من خلف نافذته الموظفين وهم يدخلون ويخرجون، بينما كانت الجوهرة تتابع تنظيم جدول أعماله كما طلب منها. وفي تلك اللحظة، دخلت إحدى الزبائن المميزة، وهي موظفة سابقة في الشركة، وكانت تتحدث مع أشهب بطريقة حميمية كأنها تعرفه جيدًا. نظرت الجوهرة إليها، ثم لاحظت كيف كان أشهب يتحدث معها بابتسامة جذابة، ويدعوها للجلوس معه في مكتبه، وكأنها ملاكٌ آخر في عينيه.
**
قبل أن تتابع القراءة يجب أن تعلم أن جميع الحقوق محفوظة لموقعنا a7mmr.net أي نسخ أو اقتباس من الرواية يضعك تحت طائلة القانون، يمكنك نشر الرواية من خلال ارسال الرابط الإلكتروني إلى صديق أو من خلال نشر الرابط الإلكتروني على منصات التواصل الإجتماعي، لكن النسخ ممنوع وسنقاضي كل من يقوم بسخ الرواية، أو أي جزء منها.
لكن في نفس اللحظة، شعرت الجوهرة بشيء يُضايقها. كان الغيرة تشتعل داخل قلبها رغم أنها حاولت إخفاء تلك المشاعر. هل أشهب يهتم فعلاً بتلك الفتاة؟ أم أن كل شيء مجرد إغاظة لها؟ لماذا يشعر قلبها بذلك الاضطراب كلما كانت هناك فتاة حوله؟
**
"هل كل فتيات المكتب يتعاملون معك هكذا؟" قالتها الجوهرة بنبرة متوترة، محاولة أن تُظهر عدم اهتمامها.
**
لكن أشهب الذي كان قد لاحظ غضبها المكبوت، نظر إليها بعينين هادئتين وقال:
**
"هل أنتِ غيورة، الجوهرة؟"
**
توقفت الجوهرة في مكانها، بينما كان سؤال أشهب كالسهم الذي اخترق صمتها، وأصاب قلبها مباشرة. لم تعرف ماذا تقول. كانت محاولة لتجاهل ما يشعر به قلبها، لكنها كانت تفشل في كل مرة.
**
"لا، بالطبع لا. أنا فقط أؤدي عملي." ردّت الجوهرة بسرعة، لكنها شعرت أن كلماتها كانت تخونها.
**
ابتسم أشهب بخفة وقال:
**
"أنتِ أفضل من أن تُخبئي مشاعرك خلف كلماتك الباردة."
**
كان أشهب في تلك اللحظة يعلم أنه يلاعب مشاعرها، وأنه يحاول إخراج تلك العواطف من قلبها، وفي نفس الوقت كانت تلك المعركة الداخلية تزداد بينهما. لكن الجوهرة، على الرغم من كل ذلك، كانت تحاول أن تظل محافظة على استقرارها.
**
لكن كان أشهب قد قرر أن يخطو خطوة أبعد. قرر أن يتصرف بطريقة مختلفة. كانت الجوهرة في ذات اليوم تعمل على تحضير تقارير له، وعندما اقتربت منه في مكتبه، فوجئت به وهو ينظر إليها بطريقة مختلفة تمامًا.
**
"الجوهرة..." قالها بصوتٍ منخفض، وعيناه لم تترك عينيها.
**
تسارعت نبضات قلبها، بينما كان أشهب يقترب منها أكثر.
**
"ماذا؟" أجابت، وقد شعرت ببعض التوتر في صوتها.
**
"أنا لا أفهم... لمَ كل هذا التوتر؟" قالها أشهب، بينما كان يراقبها بعينين مشعتين.
**
كان أشهب يشعر بشيء غريب. كانت الجوهرة مثل لغز بالنسبة له. رغم برودتها الظاهرة، إلا أنه كان يلحظ بين الحين والآخر إشارات تعبر عن شيء أعمق.
**
في تلك اللحظة، شعرت الجوهرة بأنها مضطرة للرحيل. "أنا مشغولة الآن، سأكمل التقارير." قالتها محاولة أن تبتعد عن هذه اللحظة المتوترة.
**
لكن أشهب كان قد قرر أن يحجز هذه اللحظة لصالحه. وهو يبتسم ابتسامة مغرية، قال:
"لن تذهبي إلى أي مكان حتى تُعترفي بشيء."
**
"ماذا؟!" قالتها الجوهرة بتوتر.
**
"أنتِ لا تستطيعين إخفاء مشاعرك بعد الآن، الجوهرة. قلبي يعرف." قالها أشهب بثقة تامة.
**
لحظات من الصمت، وبعد أن شعر بكل هذا التوتر يتزايد في الأجواء، همس قائلاً:
"أنا أحبك، الجوهرة."
**
كانت الكلمات كالصاعقة في أذن الجوهرة، لم تستطع أن تتفوه بكلمة. كان أشهب يراقبها، وكانت عيناه مليئة بالصدق. لم تكن تتوقع أن يسمع تلك الكلمات منه. لم تكن تعلم كيف تجيب، بل كل ما شعرت به هو أن المشاعر قد انفجرت في قلبها أيضًا.
**
ابتعدت عنه قليلاً، وقلت في صوت متهدج:
**
"أشهب... هل أنت جاد؟"
**
لكن كان هناك شيء في عينيه، شيء أثبت لها أن هذه المرة كانت حقيقية، كانت تلك اللحظة التي تتقاطع فيها الأرواح.
**
الجزء السابع: مواجهات المشاعر... وأزمة الثقة
مرت عدة أيام منذ الاعتراف المفاجئ لـ أشهب. كانت الجوهرة لا تزال في حالة صدمة من الكلمات التي قالها، وهي "أنا أحبك، الجوهرة." لم تكن تعرف كيف تتعامل مع تلك المشاعر التي كانت تتضارب داخل قلبها. هل يمكن أن يكون هو الصادق؟ أم أنه كان يلعب بعواطفها كما يفعل مع الجميع؟
**
بينما كان أشهب يتصرف كما لو أن الأمور عادت إلى طبيعتها، كان قلبه مليئًا بالقلق. هو أيضًا لم يكن يعرف كيف يتعامل مع مشاعره تجاه الجوهرة. من جهة، كان يحاول أن يكون هو الشخص الذي يدير الأمور بشكل حازم، ومن جهة أخرى، كان هناك شيء في قلبه لا يستطيع إنكاره. لقد أصبح كل شيء معقدًا أكثر مما كان يتوقع.
**
وفي يوم من الأيام، بينما كانت الجوهرة تعمل في مكتبها، دخل أشهب إلى الغرفة بعد أن فاجأته بشيء لم يكن يتوقعه: كان هناك خطاب مهمل على طاولتها. لم يكن مجرد خطاب عادي، بل كان خطابًا من شخص غريب، يتحدث عن قضايا مالية تخص إحدى شركات أشهب، وكان في الخطاب بعض التهديدات المبطنة.
**
"ماذا يعني هذا؟" قال أشهب بصوت حاد، وهو يُحاول تفسير الخطاب.
**
لكن الجوهرة، التي كانت جالسة على الطاولة في تلك اللحظة، نظرت إليه بعيون متسائلة، وقالت:
"لا أعرف، هذا جاء مع البريد. هل هو شيء مهم؟"
**
"يبدو أنه شيء مريب." قال أشهب، وهو يحدق في الورقة بتركيز.
**
"هل تعتقد أنه تهديد؟" سألت الجوهرة، محاولة أن تُظهر اهتمامها في الموقف.
**
أخذ أشهب نفسًا عميقًا وقال:
"لا أعتقد ذلك، لكن يجب أن أتحقق."
**
ثم نظر إليها مرة أخرى، وأشار إليها بنظرة حادة:
"أنتِ، تعالي معي. سنذهب معًا إلى قسم التحقيقات في الشركة. أريدك أن تكوني حريصة على هذا الموضوع."
**
شعرت الجوهرة بشيء غريب يملأ قلبها، فهذه المرة كان أشهب يعاملها كأحد أفراده المقربين، ويعتمد عليها بشكل واضح. كان هذا التحول في تصرفاته مفاجئًا، ولم تكن تعرف كيف تتفاعل.
**
**
خلال الساعات التي قضياها في المقر الأمني للشركة، كان أشهب يُراقب كل تفصيل. كان واضحًا أنه يحمل عبئًا ثقيلًا من مسؤولية وحذر. لكن في تلك اللحظة، بينما كانا ينتظران بعض التقارير، تحدثت الجوهرة في موضوع آخر.
**
"أشهب... هل كنت صادقًا عندما قلت أنك تحبني؟" قالتها بصوت خافت، كأنها تحاول اختبار مشاعره.
**
أوقف أشهب ما كان يفعله في تلك اللحظة، ورفع عينيه إليها مباشرة. كان بينهما لحظة صمت مطول، قبل أن يجيب بهدوء:
"لم أكن صادقًا فحسب، كنت جادًا."
**
كلمات أشهب كانت تحمل في طياتها شعورًا عميقًا. بينما كانت الجوهرة تحاول تفسير ما يجري في ذهنها، شعرت بشيء ما يهز قلبها. هل هو فعلاً يحبها؟ وهل تستطيع هي أن تبادله نفس المشاعر بعد كل ما حدث بينهما؟ كانت تقاوم مشاعرها، ولكن شيئًا في أعماقها كان يُخبرها أن ما بينهما لم يكن مجرد لعبة.
**
وفي تلك اللحظة، دخلت غرفة التحقيقات فتاتان تعملان مع أشهب، وكانت إحداهن تتقرب منه بوضوح، وتبتسم في وجهه بطريقة تجعل الجوهرة تشعر بشيء من الغيرة. كانت الفتاة تتحدث وتضحك معه كأنها تعرفه عن كثب.
**
**
"أشهب، هل هذه الفتاة جزء من الفريق؟" سألته الجوهرة، وهي تحاول أن تسيطر على مشاعرها.
**
ابتسم أشهب بطريقة غير واضحة وقال:
"نعم، هي جزء من الفريق. لكن لا تدعي مشاعرك تتحكم في ردود أفعالك."
**
ولكن، تلك الكلمات لم تهدئ من غضب الجوهرة، بل على العكس، أشعلت نار الغيرة في قلبها أكثر. كانت تشعر وكأن أشهب يختبر مشاعرها، وأنه يتعمد أن يُظهر لها هذه الفتاة لتراها في وضع يُثير غيرتها.
**
"أنت تحاول استفزازي، أليس كذلك؟" قالتها الجوهرة، وكانت النبرة في صوتها تعبر عن غضب مكبوت.
**
**
"لا أحتاج للاستفزاز، الجوهرة. ما أحتاجه منك هو أن تكوني صادقة مع نفسك." رد أشهب، ثم اقترب منها أكثر، وقال:
"أريدكِ أن تعرفي أنه لا شيء بيني وبين أي من هؤلاء الفتيات. أنتِ فقط من أريدكِ."
**
كانت تلك الكلمات مثل الرمح في قلبها. أشهب كان يعترف لها، ولكن بطريقة غير مباشرة. هل كان ذلك هو الاعتراف الذي انتظرته؟ هل يهمه حقًا كما يقول؟
**
في ذلك الوقت، شعر كلاهما بشيء غريب يربط بينهما. كان كل منهما يُحاول أن يتخطى حاجز الكبرياء والتساؤلات التي كانت تملأ عقلهما. لكن في النهاية، كان أشهب قد فتح الباب أمام الجوهرة ليكسر تلك الحواجز.
الجزء الثامن: الصراع الداخلي... واللحظة الفاصلة
مرت عدة أيام بعد تلك المواجهة الحادة بين أشهب و الجوهرة، وكان كلاهما في حالة صمت، يتجنبان النظر إلى بعضهما البعض قدر الإمكان. لكن على الرغم من صمتهما الظاهر، كانت المشاعر تتساقط بينهما كأمطار خفيفة تتسلل إلى القلوب وتغرقها دون أن يشعروا.
**
كان أشهب يعاني في صمت. كان يراقب الجوهرة عن كثب، وتزايدت مشاعره تجاهها أكثر مما كان يتوقع. في كل مرة يراها، يجد نفسه منجذبًا إليها أكثر. لكن لا يزال هناك حاجز كبير بينهما، حاجز من الشكوك و الاستفهامات التي لم يتمكن من التخلص منها.
**
أما الجوهرة، فقد بدأت تشعر بمشاعر متناقضة. من جهة، كانت تحاول إقناع نفسها بأن أشهب ليس كما يظهر، وأنه ربما يتلاعب بمشاعرها. ومن جهة أخرى، كانت تلك اللحظات التي يقربها فيها منها تشعل في قلبها نارًا كانت قد حاولت إطفاءها.
**
في أحد الأيام، كان المكتب يعج بالعمل. كان أشهب يجلس في مكتبه، بينما كانت الجوهرة تعمل على تنظيم بعض الملفات له. كان كل شيء يبدو طبيعيًا، لكن كان هناك شيء في الجو يشي بشيء غير عادي. نظرت الجوهرة إلى أشهب بعيون مشبعة بالتساؤلات، بينما كان هو في عالمه الخاص، يعبث بأوراقه دون أن يلتفت إليها.
**
"أشهب، هل لديك دقيقة؟" قالتها الجوهرة بصوت خافت، محاولًة كسر الصمت الذي يعم بينهما.
**
رفع أشهب نظره نحوها، وكانت عينيه مليئة بالتحدي. كان يعرف أن هذا هو الوقت الذي ستطرح فيه أسئلتها، وأسئلة هذه المرة كانت أخطر من أي وقت مضى.
**
"ماذا تريدين؟" سألها، لكن صوته كان يحمل نبرة من الحذر.
**
شعرت الجوهرة بقلبها ينبض بقوة، وأخذت نفسًا عميقًا، ثم قالت:
"لماذا تتعامل معي هكذا؟ أتعامل معك كما لو أنني شخص عادي، ومع ذلك أرى في عينيك شيئًا غريبًا. هل أنت جاد عندما تقول أنك تحبني؟"
**
كانت كلماتها تخرج وكأنها طلقات قاسية، لكن في الواقع، كانت تحمل خوفًا داخليًا، خوفًا من أن تكون الحقيقة أكثر مرارة مما تتوقع.
**
نظر أشهب إليها لفترة، وكأن كلماتها قد أحدثت ضجة في داخله. ثم قال بنبرة هادئة:
"أنتِ لستِ عادية بالنسبة لي. قد أكون هادئًا وأحيانًا قاسيًا، ولكنني لا أستطيع أن أتجاهل مشاعري. نعم، أنا أحبك، ولكن لا أعرف كيف أقولها."
**
كان أشهب قد فاجأها مرة أخرى بكلماته، لكنها لم تكن تعرف كيف تتعامل مع هذا الاعتراف. كانت قد فكرت في أنه ربما كان يريد فقط أن يجرحها، أن يتركها في حالة من الارتباك، لكن كلمات أشهب كانت تثير فيها شيئًا من الصدق.
**
"هل تقول ذلك لأنك تشعر بالندم على ما فعلته معي؟" ردت الجوهرة، وكانت نبرة صوتها تعكس رغبتها في الحصول على إجابة مقنعة.
**
"لا. أنا لا أندم على شيء." قالها أشهب بثقة، وهو يقترب منها بشكل تدريجي.
**
ولكن في تلك اللحظة، حدث ما لم يكن في حسبان أي منهما. فتح الباب فجأة، ودخلت إحدى الموظفات، وهي تحمل تقريرًا هامًا. لم يكن هناك وقت لمواصلة الحديث، وكانت اللحظة تتسلل بعيدًا.
**
استدار أشهب بسرعة وقال للموظفة:
"هل انتهيتِ من التقرير؟"
**
ثم نظر إلى الجوهرة، التي كانت ما تزال مشوشة من كل ما حدث، وقال:
"سنكمل حديثنا لاحقًا."
**
في اليوم التالي، بينما كانت الجوهرة تعمل في المكتب، دخلت إحدى الفتيات اللواتي يعرفهن أشهب، وهي تبتسم بحركات مفرطة في تودد. كانت الفتاة، فاطمة، قد عملت سابقًا في قسم التسويق، وكانت دائمًا تلاحق أشهب. لكن الجوهرة شعرت بشيء غريب في قلبها. كانت مشاعرها تثور، لا تريد أن تُظهر غيرتها، ولكن من نظرة واحدة في عيني أشهب، أدركت أنه ليس كما كانت تظن.
**
"أشهب، هل تود أن نذهب للعشاء الليلة؟" قالت فاطمة بابتسامة، دون أن تعير انتباهًا لوجود الجوهرة.
**
كان أشهب يبتسم بلطف، ولكنه شعر بالحرج. "فاطمة، نحن نعمل، وليس الوقت مناسبًا."
**
ولكن ما أن نطقت فاطمة بهذه الكلمات، حتى شعر قلب الجوهرة بشيء غريب، وبدأت مشاعرها تتفجر. هل كان أشهب سيعاملها كما يعامل الفتيات الأخريات؟ هل هو حقًا يحبها، أم أنه مجرد لعب بعواطفها؟
**
ومع تلك الأسئلة التي تدور في ذهنها، قررت الجوهرة أن تكون حازمة. توجهت إلى مكتب أشهب، وعندما دخلت، قالت بصوت جاد:
"أشهب، لا أريد أن أكون لعبة في يديك. إما أن تكون جادًا في مشاعرك، أو أنني سأغادر."
**
في تلك اللحظة، صمت، وكان أشهب ينظر إليها بعيون غاضبة بعض الشيء، لكنه في نفس الوقت شعر بشيء في قلبه يدفعه لقول الحقيقة.
**
"الجوهرة... أتعلمين، كان يجب أن أكون صريحًا معك من البداية. نعم، أنا أحبك. لكنني كنت أخاف من أن يفشل هذا الحب."
**
"أشهب..." قالت الجوهرة بتردد، بينما كانت مشاعرها تتصارع.
**
في تلك اللحظة، لم يكن هناك المزيد من الكلمات التي يجب أن تُقال. فقط كان الصمت هو ما يملأ الجو بينهما.
**
الجزء التاسع: القرار النهائي… والحب المستحيل
لم تدم لحظة الصمت طويلاً بين أشهب و الجوهرة. كان هناك شيء في الهواء، شيء ثقيل بينهما، لكن كل منهما كان يحمل قلبًا مليئًا بالمشاعر المختلطة. كان أشهب ينظر إليها بعيون مشوشة، وكأن الكلمة التي قالها أخيرًا كانت تعبيرًا عن أكثر مما يستطيع أن يقوله بكلمات. أما الجوهرة، فكانت تواجه نفسها بمشاعرها لأول مرة، تدرك أنها قد وصلت إلى نقطة فارقة.
**
كانت الجوهرة تتنفس بصعوبة، تحاول أن تتنفس ببطء كي لا تدع مشاعرها تتغلب عليها. هل حقًا يحبها؟ وهل تستطيع أن تصدق هذا الحب؟ أم أن كل ما في الأمر هو مجرد تسلية من رجل أعمال يملك كل شيء، ويبحث عن تحدٍ جديد في فتاة فقيرة تعمل في شركته؟
**
ولكن، في تلك اللحظة، ابتسم أشهب بابتسامة عميقة، وكأن قلبه قد تفتح أخيرًا. "الجوهرة، أنا أعترف أنني أخطأت في التعامل معك في البداية. كنت أعتقد أنني أستطيع التحكم في مشاعري، لكنكِ جعلتني أدرك أنه لا يوجد شيء في الحياة أهم من أن تكوني صادقة مع نفسك ومع مشاعرك."
**
سكتت الجوهرة للحظة، ولم تعرف كيف ترد على ذلك. كانت المشاعر تتدفق في قلبها، وأصابها ارتباك لا يوصف. لكن في أعماقها، كان هناك شعور قوي بأنها لا تستطيع الهروب من الحقيقة بعد الآن. كانت تعرف أن أشهب كان يعاملها بتجاهل في الماضي، لكنه في نفس الوقت كان يظهر لها اهتمامًا غريبًا.
**
"لكن، هل أنت متأكد؟" قالت الجوهرة، وهزت رأسها في حيرة. "أنت لا تعرف ماذا تعني المشاعر الحقيقية. كيف يمكنني أن أثق بك؟"
**
"أعرف، وأفهمك أكثر من أي وقت مضى." قالها أشهب بجدية، ثم اقترب منها قليلاً وأضاف: "أنتِ مميزة بالنسبة لي، وكل ما أطلبه منك هو أن تمنحيني فرصة أخرى. فرصة لنثبت معًا أننا نستطيع أن نكون أكثر من مجرد سكرتير ورئيس."
**
**
تسارعت نبضات قلب الجوهرة، ورغم كل الشكوك التي كانت تعصف بها، شعرت بشيء مختلف هذه المرة. هل كان هذا الحب حقيقيًا؟ أم أن أشهب كان يقترب منها ليثبت لنفسه أنه يستطيع أن يُخضعها؟
**
لكن، كما لو أن قلبها قد انفجر فجأة بالحقيقة، قالت:
"لا أستطيع أن أنكر أنني... بدأت أحبك أيضًا. ولكن، أخاف أن يكون ذلك مجرد وهم."
**
**
سمع أشهب تلك الكلمات بحذر، وبالرغم من كل شيء كان يعرفه عن نفسه، فإنه شعر بشيء عميق، شيئًا غريبًا في قلبه. هو الذي لم يسمح أبدًا للمشاعر أن تأخذ مجراها، يجد نفسه الآن في مواجهة مع الجوهرة، التي كانت أكثر صراحة معه مما توقع.
**
وبينما كانا يتبادلان تلك النظرات الصادقة، جاء صوت الموظف الذي دخل فجأة وقال:
"أشهب، الجوهرة، لدينا اجتماع مهم. يبدو أن الوقت قد حان."
**
بينما كان أشهب يلتفت إلى الموظف، شعر أن اللحظة التي كان فيها مع الجوهرة قد انتهت، لكنها كانت لحظة فارقة بالنسبة له. كان في قلبه شيء واحد: أن يثبت لها أن ما بينهما حقيقي.
**
وفي اليوم التالي، كانت الجوهرة قد قررت أن تسير في هذا الطريق، رغم المخاوف التي كانت تؤرقها. هل كان ما يجري حقيقيًا؟ أم أن هذه كانت مجرد لعبة؟
**
ولكن في ذلك اليوم، أثناء اجتماع مهم، وقف أشهب وقال أمام الجميع، وهو ينظر إلى الجوهرة:
"أريد أن أكون صريحًا مع الجميع. أنا هنا اليوم لأنني أدركت أخيرًا أن الحياة لا يمكن أن تكون مجرد عمل فقط. هناك شيء أعظم من كل شيء: الحب. والجوهرة هي من جعلتني أدرك ذلك."
**
كانت الجوهرة تراقب أشهب بعينيها اللامعتين. كانت تشعر بأن قلبها قد أصبح أكثر انفتاحًا الآن، وأنه قد حان وقت اتخاذ القرار الأخير.
**
ومع تلك الكلمات، وقف الجميع في دهشة، وتوقفت عقارب الزمن بالنسبة لها. كانت لحظة تاريخية، حيث اعترف أشهب أمام الجميع بحبه لها، رغم كل شيء.
**
وفي لحظة حاسمة، اقترب أشهب من الجوهرة، وقال بصوت هادئ لكنه حازم:
"إذا كان هناك شيء واحد أريد أن أعرفه منك، فهو: هل أنتِ مستعدة أن تكوني جزءًا من حياتي، وأن نعيش هذا الحب دون خوف؟"
**
وبعد لحظات من الصمت، نظرت الجوهرة إلى عينيه وقالت، صوتها يرتجف قليلاً:
"نعم، أنا مستعدة."
**
قبل أن تتابع القراءة يجب أن تعلم أن جميع الحقوق محفوظة لموقعنا a7mmr.net أي نسخ أو اقتباس من الرواية يضعك تحت طائلة القانون، يمكنك نشر الرواية من خلال ارسال الرابط الإلكتروني إلى صديق أو من خلال نشر الرابط الإلكتروني على منصات التواصل الإجتماعي، لكن النسخ ممنوع وسنقاضي كل من يقوم بسخ الرواية، أو أي جزء منها.
الجزء العاشر: بداية جديدة... والتحديات الحقيقية
كانت الجوهرة تشعر وكأنها في حلم. هل هذا حقيقي؟ تساءلت في نفسها وهي تنظر إلى أشهب أمامها، عيناها تلمعان بالدهشة والارتباك. في تلك اللحظة، توقفت عقارب الزمن، وكل ما حولها كان يتلاشى. لكن الواقع عاد سريعًا ليعيد لها الحضور الواعي. هل كانت مستعدة حقًا لهذا؟ هل كان بإمكانها أن تبدأ حياتها مع رجل مثل أشهب؟ رجل الأعمال الذي كانت تراه في البداية كـ "نخبة" بعيدًا عن عالمها، والذي الآن يعترف بحبه لها أمام الجميع.
**
بينما كانت الجوهرة تقف هناك في تلك اللحظة الفارقة، أشهب اقترب منها أكثر قليلاً، ثم قال بهدوء:
"إذن، سنبدأ حياتنا معًا. لكن الطريق لن يكون سهلاً."
**
كان حديثه جادًا، وكأنما كان يلمح إلى شيء أكبر. كانت الجوهرة تحاول استيعاب تلك الكلمات، ولكن فجأة، وقبل أن تتمكن من الرد، دخل أحد الموظفين وقال:
"أشهب، هناك طلبات هامة تحتاج لتوقيعك."
**
نظر أشهب إلى الموظف، ثم التفت إلى الجوهرة وقال:
"سنكمل حديثنا بعد قليل."
**
مرت الأيام بسرعة بعد ذلك اللقاء، وبدأت الجوهرة تتأقلم مع حياتها الجديدة في شركة أشهب، ولكن لم يكن الأمر سهلًا عليها. كانت الحياة في العالم الذي ينتمي إليه أشهب بعيدة عن عالمها تمامًا. الرفاهية، المكانة الاجتماعية، والضغوطات التي يفرضها عمله جعلتها تشعر وكأنها غريبة في هذا الوسط.
**
وبالرغم من كل هذه الصعوبات، كانت الجوهرة تشعر بشيء آخر بداخلها. كان أشهب يعاملها بشكل مختلف الآن. لم يعد تلك الشخصية الباردة القاسية، بل أصبح يظهر لها حبه بطريقة غير مباشرة، محاولًا أن يُظهر لها أنه ليس مجرد رجل أعمال بعيد. لكن الغموض لا يزال يحيط به.
**
في أحد الأيام، بينما كانت الجوهرة تعمل على تنظيم بعض الملفات في مكتبه، دخل أشهب فجأة إلى الغرفة، وأغلق الباب خلفه بهدوء. كانت هذه المرة الأولى التي يدخل فيها إلى مكتبها بشكل مفاجئ منذ أن أصبحا أكثر قربًا.
**
"هل لديك وقت؟" سألها أشهب بنبرة خفيفة.
**
"بالطبع." أجابت الجوهرة، رغم أنها كانت تشعر بشيء غريب في داخلها. "هل هناك شيء أحتاج للمساعدة فيه؟"
**
"أريد أن أذهب إلى العشاء هذا المساء، ستكون هناك بعض الأشخاص المهمين. أريدك أن تكوني معي."
**
صُدمت الجوهرة من طلبه. كانت تفكر في مدى تأثير ذلك على حياتها. كانت تعرف أنها لا تنتمي إلى عالمهم، وأن الناس الذين سيكونون هناك لا يعرفون شيئًا عن خلفيتها، عن حياتها التي نشأت فيها.
**
لكن أشهب أكمل حديثه قبل أن تتمكن من الرد:
"لا تقلقي، ستكونين بخير. نحن بحاجة لبعض الوقت معًا بعيدًا عن الضغوط. ولن يكون هناك ما يزعجك."
**
في تلك الليلة، خرجت الجوهرة مع أشهب. كانت الأجواء غريبة بالنسبة لها. الحفل كان فخمًا، والناس من حولها كانوا يتحدثون بلغة بعيدة عن عالمها. لكنها شعرت بشيء ما في قلبها يدفعها للتأقلم. كان أشهب بجانبها طوال الوقت، يعاملها بلطف واهتمام لم تعتد عليه من قبل.
**
"أشهب، هل أنت متأكد أنني أستطيع التعامل مع هذا النوع من الاجتماعات؟" همست له الجوهرة في أذنه، بينما كانت تحاول أن تتكيف مع الأجواء.
**
ابتسم أشهب وقال:
"أنتِ أقوى مما تظنين. كل ما عليكِ فعله هو أن تكوني على طبيعتك."
**
ومع مرور الوقت، بدأت الجوهرة تشعر ببعض الراحة. أشهب كان مختلفًا عما كانت تتخيل. كان يُظهر لها جانبًا إنسانيًا لم تعتقد أنه يملكه، وكان يظل إلى جانبها طوال الوقت. ومع كل لحظة، كان قلبها يزداد قربًا منه.
**
لكن الحياة لم تكن كلها سلاسة. في اليوم التالي، كان أشهب في اجتماع مهم مع مستثمرين، وأثناء ذلك، دخلت فتاة تُدعى سارة، وهي إحدى الموظفات المميزة في الشركة، إلى الغرفة. بدا أن سارة كانت قد بدأت تلاحق أشهب بشكل غير مباشر، وكان أشهب يبادلها الحديث بنوع من الحذر، بينما كانت الجوهرة تراقب عن كثب.
**
"أشهب، سأتوجه إلى المكتب بعد قليل." قالت سارة بابتسامة، لكنها لم تُخفِ ابتسامتها المبطنة. "سأكون في انتظارك."
**
شعرت الجوهرة بشيء في داخلها ينفجر. هل كانت غيرتها تزداد؟ أم أنها كانت تخشى أن يفقدها أشهب وسط كل هؤلاء الأشخاص من حوله؟ كان قلبها يعصف بالأفكار والشكوك، لكنها حاولت أن تظهر غير مهتمة.
**
**
في تلك اللحظة، اقترب منها أشهب وقال بصوت هادئ، وهو يضع يده على كتفها:
"أنتِ كل ما يهمني الآن. لا تدعي أي شيء آخر يؤثر فيكِ."
**
ولكن لم يكن هذا كافيًا. كانت الجوهرة بحاجة إلى تأكيدات أكثر، لكنها كانت تشعر بأن الحب الذي بدأ يتشكل بينهما قد يكون معرضًا للزوال إذا لم تتوقف شكوكها.
جميع الحقوق محفوظة لموقعنا a7mmr.net أي نسخ أو اقتباس من الرواية يضعك تحت طائلة القانون، يمكنك نشر الرواية من خلال ارسال الرابط الإلكتروني إلى صديق أو من خلال نشر الرابط الإلكتروني على منصات التواصل الإجتماعي، لكن النسخ ممنوع وسنقاضي كل من يقوم بسخ الرواية، أو أي جزء منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق