‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص حب مؤثرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص حب مؤثرة. إظهار كافة الرسائل

قصة حب ساخنة قبل النوم

 كانت الغرفة مظلمة إلا من ضوء خافت يتسلل من النافذة،

كانت هي جالسة على الحافة، وجهها خالي من التعب، لكنه ممتلئ بالشوق.
نظرت إليه لحظة، قلبها ينبض بعنف، وكانت تعرف أنه لا يوجد مجال للهروب هذه المرة.

اقترب منها خطوة ثم أخرى،
لم يتكلم، لكنه كان في عينيه كل شيء.
كان يعرف أنها لم تعد بحاجة للكلمات؛
كانت تنتظره،
وهو يعرف كيف يجعلها تنتظره أكثر.

قصة رومانسية ساخنة جريئة

مد يده برفق، لامس خصلات شعرها التي سقطت على كتفها،
ثم مرر أصابعه على رقبتها، بخفة تكاد لا تُلمس.
ارتجف جسدها من تلك اللمسة،
كأنها كانت تنتظرها طوال الوقت.

نظرت إليه، وكل ذرة في جسدها كانت تتوق إليه،
تريد أن تلتصق به الآن،
لكن شيئًا ما في عينَيها كان يمنعها من أن تتقدم أكثر.

قال بصوتٍ خافت، متعب من الانتظار:
– لا أستطيع أن أظل بعيدًا عنكِ.
ثم انحنى قليلاً، لتلامس أنفاسه وجهها،
وكانت الهمسات التي أطلقها كأسراب من النيران التي تلتهم قلبها.

أغمضت عينيها، شعرها يتطاير مع حركة الرياح التي دخلت من النافذة،
ثم اقترب منها بشكل أكبر،
حتى كاد أن يلتهمها بقبلة،
لكنها تراجعت خطوة واحدة،
لتقول له بصوتٍ متهدج:
– لستِ بحاجة إلى الانتظار بعد الآن.

وفي لحظة واحدة، كان قد استسلم لذلك المدى بينهما،
سحبها إليه بشدة،
كما لو كان يلتقط آخر أنفاسه،
يحتاج إليها بأكثر من أي وقت مضى.

كانت يده تداعب ظهرها برفق،
ثم أسفل رقبتها،
حتى شعرت بكل خلية في جسدها تستجيب له.
احتاجت أن يشعر بها كما لو كانت جزءًا منه،
وكأن أي لحظة انفصال بينهما لن تكون ممكنة بعد اليوم.

ابتعد قليلاً،
ثم نظر في عينيها بعمق،
محدقًا، كأنها شيء لا يمكنه فراقه أبدًا.
نزلت يداه ببطء على جسدها،
أصابعه تنزلق برفق فوق بشرتها الناعمة،
كان يتفحصها كأنها حلم يريد أن يتحقق في لحظة واحدة.

ثم أخيرًا…
أحاطها بذراعيه مرة أخرى،
هذه المرة كان الاقتراب شديدًا،
جسدها صار قريبًا من جسده بشكل لا يفصل بينهما شيء.
كانت أنفاسه تتسارع،
وهي تعانقه بقوة أكبر،
كأنها تريد أن تكون جزءًا منه… الآن.

عندما تلامست شفاههما أخيرًا،
كان الحريق الذي اندلع بينهما يساوي سنوات من الشوق.
كانت قبلاته تقطع صمت الليل،
وكل لحظة كانت تأتي أسرع من سابقتها،
حتى امتلأ كل شيء حولهما بذلك الشوق الذي لا يُوصف.

قصة رومانسية ساخنة جريئة

 قصة حب طويلة وكاملة,قصة رومانسية قبل النوم,قصص حب مؤثرة,رومانسية زواج,قصص,قصة,رومانسية قصيرة,

قصة حب وغرام ساخنة جريئة تبدأ بعد الزواج ، قصة البندري وبندر.

الجزء الأول: نظرة ما بين السكون والعناد

حرّ الصيف في الرياض ما يرحم، والشارع مزدحم بالسيارات والهواء مليان غبار. البندري كانت طالعة من معرض فني حضرت له مع صاحبتها، لابسة عباية خفيفة وشعرها لمّته بربطة بسيطة، تطالع الساعة بتوتر.

– "أوف متأخرة! يمّه وش ذا الزحمة؟"

دخلت كوفي قريب عشان تتقهوى وتبرد أعصابها شوي. وجلست على طاولة في الزاوية، طلبت آيس لاتيه وجلست تطالع الناس من ورا نظارتها الشمسية.

وهناك، على بعد طاولة، كان هو…

بندر.

قصة حب ساخنة قبل النوم

عيونه وقعت عليها بالصدفة، أول ما دخل المحل. طويل، هادي، وكأن الجو تغير يوم شافها. عيونه فيها شيء… شيء مربك! بس البندري؟ رفعت حواجبها بتحدي، كأنها تقول: لا تفكر تكلمني.

بندر لمح التحدي في عيونها، ابتسم ابتسامة جانبية باردة، وسحب كرسي وجلس على طاولة مقابلة لها مباشرة، كأن القدر يتعمد يخليهم بوجه بعض.

مرّت لحظة صمت مشحونة.

هي: وش فيه يطالع كذا؟ شايف نفسه؟

هو: هالبنت شينة؟ لا والله… بس واضح إنها معقدة.

الموقف كان بسيط، بس الصراع النفسي بينهم كان مولّع. كل واحد يحاول يبين للثاني إنه مو مهتم، وإن وجوده مجرد صدفة ما تهم.

بس الصدفة ما خلصت هناك.

بعد يومين…

أبو بندري، راشد، وأبو بندر، فيصل، التقوا بعد سنين في مناسبة عائلية، والفرحة ما كانت طبيعية. وكان أول شيء قاله فيصل:

– "تدري يا راشد، ودي أزوّج بندر لبنتك. والله ما شفت أحسن منكم."

راشد يضحك: "وتراها نفس الشي تقول، البندري دايم تمدح ولدك وهي ما تدري إنه ولد صديقي."

وبكذا، القرار انكتب.

يوم جوا يبلغونهم، كان ردهم غريب.

بندر: "أنا؟ أتزوجها؟ والله بس عشان أبوي يرضى."

البندري: "إيه وافقت، عشان أبوي بعد. بس لا أحد يفكر إن فيه شيء أكثر."

بس الحقيقة؟ قلبهم كان ينبض بشي ما يقدرون يخفونه. كل لحظة كانوا مع بعض فيها، فيها توتر… فيها نار مكبوتة.

وفي ليلة الزواج…

الكل يراقب. عيون أهلهم، كاميرات، نظرات… لازم يدخلون الغرفة، يسكرون الباب، ويبدون التمثيل.

لكن داخل الغرفة؟ ما كان فيه تمثيل.

كان فيه صمت، فيه أنفاس متلاحقة، وكل واحد يحاول يبعد، بس كل شيء فيهم كان يقرّب.

البندري بصوت واطي:

– "لا تلمسني. لا تظن إني من البنات اللي تتعلق في زوجها من أول ليلة."

ابتسم بندر، قرب منها شوي، وهمس:

– "ولا تحاتين. أنا بعد مو من اللي يركضون ورا الحب… بس عيونك تسكت القلب."

نظرت له، وبدال ما ترد، قلبها رد، نبضه صار أقوى، وكأن كل عنادهم كان مجرد حجاب للمشاعر اللي بداخله.


الجزء الثاني: بداية العيش تحت سقف واحد

اليوم الأول بعد الزواج…
البيت جديد، مرتب، وكل شيء فيه يحاكي الفخامة… بس الجو؟ مشحون.

البندري وقفت عند باب الغرفة، لابسة بيجامة ناعمة حريرية، شعرها مفكوك على كتفها، ووجهها نظيف بدون أي تكلّف. جمالها طبيعي… لكنه كان مثل السيف، حاد ويصيب مباشرة.

بندر كان جالس على طرف السرير، بشورت وتيشيرت رمادي، ماسك جواله وكأن ما فيه أحد قدامه.

نظرة… نظرة واحدة منهم للثاني، وكل شي داخلي فيهم يشتعل، بس الكلام يطلع جاف.

البندري بنبرة فيها برود:
"ترى عادي تنام على الكنبة إذا ما ودك تنام هنا."

بندر رفع راسه ببطء، وبابتسامة باردة:
"لا حبيبتي، أنا نايم على السرير. هو سريري بعد، ولا ناسيه؟"

هي ردت وهي ترفع حاجبها:
"محد قال لك لأ، بس حسبتك ما تبي تزعج مشاعري."

هو ضحك بخفة ساخرة:
"مشاعرك؟ مو قلتي وافقتِ بس عشان ترضين الوالد؟"

البندري (وهي تكتم غيظها):
"بالضبط… عشان الوالد، ما أبغاك تفكر بزيادة."

وهم الاثنين يعرفون إنهم يكذبون.

مرت الأيام الأولى…
كل شي بينهم كان "نظامي".
صحون تتغير، تحيات باردة، كل واحد يمثل إنه ما يحس.
بس الليل؟ شي ثاني…

نظرات، تلامس عفوي، نبرة صوت تصير ناعمة بدون قصد، لمسة يد إذا قربوا من بعض بالغلط…
العيون تكذب، بس الجسد؟ يفضح.

في يوم، بعد أسبوع تقريبًا، كانوا يتعشّون على طاولة صغيرة في بيتهم.
بندر سألها بدون ما يرفع عينه:

"وش كنتِ تظنين عني أول مرة شفتي وجهي؟"

البندري ترد وهي تحاول تخفي توترها:

"أني مغرور… وأنك شايف نفسك واجد."

"وأنتِ؟" قالها وهو يطالعها هالمرة، بعيون تلمع بلون غامض.

"أنا؟ كنت تحسبني وش؟"

"ما توقعت إنك تكونين… مزعجة بهالشكل." قالها وضحك، ضحكة خفيفة لكنها عميقة.

البندري رفعت الملعقة وكأنها بترميها عليه، لكنه ضحك أكثر:

"بس غصب أحب أشوف وجهك كل يوم، حتى وأنا مو طايقك."

كلمات معلّقة، ما بينها تصريح واضح، لكن المعنى موجود… متخفي، ينتظر الفرصة.

في الليل، وقف بندر عند باب غرفتها (لأنهم صاروا ينامون منفصلين بعد أول أسبوع).

"أنا… نايم هنا الليلة."

"ليش؟"
"أبوي عندنا الصبح، لازم يظن إننا زوجين فعليًا. فاهمه؟"

دخل، تمدد جنبها، وكل واحد استلقى في جهة.

الجو ساكن، بس العيون مفتوحة.

البندري همست، كأنها تحكي لنفسها:
"أنا مو مرتاحة بهالتمثيل…"

بندر همس، وصوته فيه شيء مكسور:
"ولا أنا… بس وش نسوي؟ كل شي صار فجأة. وإنتي… فيك شي يخرب كل دفاعاتي."

سكتت.
ما قالت شي.
بس قلبها سمع، وقلبه سمع.

كانت هذي أول ليلة ينامون فيها فعليًا جنب بعض…
بدون تمثيل، لكن بدون اعتراف.

أجساد قريبة… ومشاعر أقرب.

الجزء الثالث: غيرة بطعم التحدي

مرّ أسبوعين.

كل شي قدام الناس مثالي: ضحك خفيف، صور عفوية على انستقرام، حتى بوسة على الجبين قدام الأهل.

لكن الحقيقة؟

كل ليلة تنتهي بـ"ظهر للثاني"، وقلوب تعاند بعضها وهي تموت شوق.

وفي يوم…

كان بندر في عمله، فجأة دق جواله. صورة واتساب من واحد من ربعه.
صورة قديمة…
لولوة.

الحب اللي قبله…
واللي تركها لأنه حس إنها تبغى اسمه، مو قلبه.

لولوة كانت رجعت الرياض، وتوظفت في نفس المجمع اللي فيه شركته.

والأسوأ؟ قررت "تمر تسلم".

دخلت عليه مكتبه بثقة، عطرها يسبقها بخطوتين، وابتسامة مغرية مرسومة:

"ما شاء الله… تزوجت؟ ما باركت لك."

بندر ببرود مصطنع:
"خير إن شاء الله، أنا مشغول."

لولوة (وهي تميل شوي):
"بس شكلك مو سعيد… عيونك تقول شي ثاني، بندر."

رجع البيت ذيك الليلة، والبندري جالسة بالصالة، تقرأ كتاب وهي لابسة بيجامة واسعة وشعرها مبلول، ريحة الشامبو تملي المكان.

بندر وقف وطالعها وقال بهدوء مشبع بالخبث:
"تصدقين؟ قابلت لولوة اليوم."

الكتاب طاح من يدها.

"لولوة؟" قالتها ببرود مزيف:
"من زمان ما سمعنا عن ذي المصيبة."

هو وهو يضحك:
"المصيبة رجعت. وتقول تبي تعزمني على قهوة… يمكن أروح، نسولف عن الذكريات."

البندري بوجه خالي من التعبير:
"حرّ، زوجتك مو مانعة، روّح. إذا ما شفتك بكرا، بدق على أبوي أقول له شكلك تبي طلاق."

"بتهددين؟"

"أبدًا… بس حلالك، وزي ما هو لك، هو لك غيرك بعد."

بندر حس فيها شي اشتعل… نظرتها، صوتها، حتى وقفتها.

وتالي الليل…

قررت البندري ترد الضربة.

دخلت حسابها القديم في انستقرام، ودخلت خاص شاب كان يلاحقها من سنين، اسمه "سالم"، ودايم يمدح ذوقها وأسلوبها.

أرسلت له:
"مساء الخير سالم… تذكرتك اليوم فجأة."

وبعد ساعة، رد:

"أحلف؟ أحلى مفاجأة في الشهر كله! مبروك الزواج… بس انصدمت، توقعتك لي."

ضحكت وهي تقرأ، وردت:
"أنا بعد انصدمت…"

وفي اليوم اللي بعده، بندر شاف صورة لها في الاستوري، لابسة فستان ضيق، متعطرة، ورايحة "كوفي" بنفس المجمع اللي يشتغل فيه سالم.

جن جنونه.

رجع البيت، دخل عليها الغرفة، قال وهو يضرب الباب:

"وش اللي قاعد يصير؟ تبين تلعبينها علي؟ من سالم هذا؟!"

البندري وهي ترفع راسها بثقة:
"مثل ما حضرتك تروح تقابل حبيبتك القديمة، لي الحق أقابل معجب قديم."

"انتي زوجتي!"

"وانت زوجي، بس مو لعبتي."

اللحظة كانت مشتعلة… عناد، غيرة، صراخ، ونظرات كلها وجع.

وفجأة… بندر سحبها بقوة، وقرب وجهه من وجهها، وعينه في عينها.

"تدرين؟ أنا أغار، أفهميها. أغار ولو ما كنت أحبك ما كنت انهبلت عليك بهالشكل."

البندري بصوت مبحوح:
"وانا ما كنت أكرهك… بس كنت أخاف أحبك وأنت ما تدري إني موجودة أصلاً."

سكت…
وقلبه رجف.

لكن ما قال شي…
ولا هي.

بس هالليلة؟ كانت أول مرة ينامون بحضن بعض، بدون خوف، بدون ادعاء.

الجزء الرابع: نار الحب… وظلال الماضي

الصبح كان مختلف.

أشعة الشمس تتسلل من الشباك، وبندر نايم، ويده حول خصر البندري، ووجهه مدفون بشعرها.

ما بغى يصحى…
ما بغى اللحظة تروح.

هي بعد كانت تصحى وتغمض، بس كل مرة تحس بنفسه على رقبتها، تبتسم غصب.

البندري (بصوت ناعم):
"أنت دايم تنام كذا؟"

بندر (بصوت ناعس):
"لا… بس أول مرة أنام وأنا مرتاح."

سكتوا شوي، والهدوء بينهم صار دفء حقيقي.

بس بعد الهدوء… تيجي العاصفة.

في نفس اليوم، وصلت للبندري هدية مجهولة.
صندوق صغير… فيه عطر غالي ورسالة.

"إلى بندر…
عشان تتذكر ريحتي، مو بس ذكرياتي.
لولوة."

البندري كانت بالمطبخ لما فتحته.
قلبها انكسر.

لكنها ما واجهته.

ما قالت ولا كلمة.

بس في المساء، غيرت لبسها… فستان طويل، لكنه مغري بطريقة ذكية. عطر جديد، مكياج ناعم، ونظراتها هادئة بشكل خطير.

بندر: "وين رايحة؟"

البندري: "عندي عزيمة مع البنات… بس احتمال أتأخر شوي."

بندر (بغيظه):
"أي بنات؟ الباقي من سالماتك؟"

هي بابتسامة مغرية:
"غيران؟"

"لا… بس أتأكد إن زوجتي ما تسوي شي ينزل مستواها."

"زوجتك تعرف مستواها، ولا تحتاج أحد يذكّرها."

خرجت.

بس بندر؟ ما قدر يجلس.

لبس شماغه وطلع، وبدأ يراقب موقعها من تطبيق الجوال اللي بينهم.
شافها جالسة في مقهى راقٍ، ومعها سالم، لكن الجلسة كانت محترمة.

رجع… وما تكلم.

هي رجعت بعد ساعتين، ولا كأن صار شي.
بس عيونهم كانت تقرأ كل حاجة.

وفي الليل، بندر دخل الغرفة، وقف قدامها وهي تفرّش شعرها.
مد يده، سحب المشط، وبده يمشط لها.

"وش قصدك توصلين له؟ تغارين؟ تبين تردين؟"

هي وهمست:
"لا… بس عرفت إن قلبي مو حديد. وعرفت إنك تهمّني أكثر من أي شي."
سكتت… ثم كملت:
"بس إنت ما زلت تشوف ماضيك… وأنا أبيك تشوفني، بس."

قلبه انفجر.

سحبها لحضنه، صوته يرتعش:

"لولوة ماضي. كنت غبي لما رديت على هديتها، وكنت أغبى لما خليتك تشكين في نفسك. والله ما في بنت أثرت فيني مثل ما تأثرت فيك، حتى وانت تعانديني."

هي بصوت مخنوق:
"كنت أحسبك تشوف كل البنات مثلي… بس أنا كنت أشوفك أنت وبس."

الاعتراف خرج، والقلوب انكشفت…
وفي ذيك الليلة، ما كان بينهم تمثيل، ولا صراع.

كانت لمسة حب…
كانت لحظة اندماج صادق، صامت، لكنه أقوى من الكلام.

الجزء الخامس: نقطة ضعف

مرت أيام قليلة بعد لحظة الاعتراف بينهم.

صار بينهم توازن جديد…
ضحك خفيف بالصباح، لمسات عفوية وقت العشاء، ورغبة متزايدة إن كل واحد فيهم يقرب من الثاني أكثر.

لكن في قلب بندر…
كان في شي قديم، شي ما حكاه.

سر صغير… نقطة ضعف.

اضطراب نوبات القلق.

ما يتكلم فيه، ما يحب أحد يدري عنه.
بس لولوة؟ كانت تعرف.


في أحد الأيام، وهو راجع من شغله، شاف لولوة واقفة عند باب العمارة.

"وش تبغين؟"
قالها بنبرة جامدة.

لولوة بابتسامة:
"بس أبي أتكلم… دقيقة، بندر. بس دقيقة."

"تكلمي من هنا."

قربت شوي، ونبرة صوتها تغيرت:

**"تدري إنك كنت تجيني وأنت تحترق من جوّاك؟
كنت تبكي بعض الليالي، وإنت ما تدري؟
أنا الوحيدة اللي شفتك تنكسر، تتعرق، وتفقد السيطرة."

سكت…
هي تضغط على جرح قديم.

"هل هي تعرف؟ زوجتك؟
تعرف إنك تصحى تصارخ أحيان؟
تعرف إنك تخاف من نفسك؟"

رجع البيت، وجهه مصفّر.
البندري حست على طول.

"وش صاير؟ وجهك مو طبيعي."

"مافي شي، بس دوخة."

لكن في الليل، جات النوبة.

جلس يتنفس بسرعة، يده ترج، عيناه تدمع… والبندري كانت نايمة، لكنها صحيت على صوته.

"بندر!"

ركضت له، وجلست قدامه، وهي تمسك خده بيدها:

"تنفّس… ركّز معي، طالع عيوني، أنا هنا."

هو ما قدر حتى ينطق.
بس بعد ربع ساعة، بدأ يرجع له صوابه، وهو بحضنها، وهي تمسح على شعره.

"ليش ما قلت لي؟ ليش تخبّي؟"

"لأني ما أبيك تشوفيني ضعيف… ما أبيك تخافين مني، أو تشفقين."

"أنا أحبك. بكل تفاصيلك، حتى بخوفك وضعفك.
لو بس تبيني أكون معك وقت القوة، أجل وش فايدة الحب؟"

كلامها اخترق قلبه.

هي ما انصدمت، ما ابتعدت، ما احتقرته.
هي احتضنته كأنه طفلها… مو زوجها بس.

وتاني يوم…
وصلت لها رسالة من رقم مجهول.

"هذي صورتك وهو بحضنك، بعد النوبة؟
حلوة هاللحظات، بس قولي لي… كم نوبة بتقدرين تتحملين؟
ولا تدرين؟
انسحبي قبل لا يدمّرك، مثل ما دمّر نفسه.
لولوة."

البندري قرأت الرسالة…
بس بدال ما تنهار، خذّت جوال بندر، راحت له، وورّته الصورة.

"شوف، هذا اللي ودي أواجهه معك. مو أهرب منه."

بندر دمعت عيونه، ما قد مر عليه أحد وقف بوجه ضعفه واحتواه بالشكل هذا.

"إنتي أكبر من أي حب عرفت اسمه، بندري."

حضنها…
وفي حضنه كان ينهار، وهو يحس لأول مرة إن البيت مو جدار وسقف…
البيت هي.

وفي ذيك الليلة، صار بينهم شيء أعمق من أي لمسة…
كان فيهم اتصال روحي حقيقي.
أجسادهم كانت قريبة… لكن أرواحهم، اندمجت.

الجزء السادس: لما تهاجم الأنثى

الجو متوتر.

البندري جالسة على الكنب، تفكر…
مو من خوف، لكن من قرار.

لولوة دخلت حياتهم بهدوء، لكنها تحاول تخرب بصمت.

ومع إنها عرفت إن بندر مو سهل يتأثر، إلا إنها قررت…
ما تترك لها باباً مفتوح.

**

في اليوم الثاني، اتصلت على "هيلة"، صديقتها اللي تشتغل في العلاقات العامة بنفس المجمع اللي تشتغل فيه لولوة.

البندري بصوت واثق:
"هيلة، أبي أشوف جدول الاجتماعات في شركتكم، بالتحديد اللي فيها لولوة. ممكن؟"

هيلة:
"وش ناوية تسوين؟"

البندري:
"ما راح أسوي شي… بس راح أخليها تعرف إن اللعبة انتهت."


مرت كم ساعة، وجاها الرد.
لولوة عندها اجتماع خارجي في قاعة مؤتمرات أحد الفنادق… وكان مفتوح للحضور المهني.

والبندري؟
لبست فستان أبيض أنيق، شعرها مرفوع بنعومة، مكياجها ناعم بس مشرق…
أنثى فخمة، تنحني لها العيون بدون ما تتكلم.

دخلت القاعة، وجلسَت.

لولوة كانت تتكلم على المسرح، عن “قوة المرأة في ريادة الأعمال”… ironic.

ولما نزلت من المنصة، شافت البندري.

تجمّدت.

البندري قامت تمشي لها بخطى بطيئة، وابتسامة خفيفة على شفايفها.

"لولوة… موضوعك كان قوي.
بس تعرفين؟ القوة الحقيقة مو في الكلمات…
القوة إنك تمسكين قلب رجل، وتخليه يختارك وهو يعرف ماضيك، ويعرف كل شي."

لولوة بلعت ريقها، ولسانها ما نطق.

"وإذا على الصور اللي ترسلينها… ترى بندر بنفسه وراني إياها.
وتدري وش سوّى؟
بكى… بحضني.
بكى لأنه حس بالأمان معي، مو معك."

قلبت ظهرها، وطلعت من المكان.

لولوة؟ تهزّت. لأول مرة تحس بالخسارة فعلاً.

**

رجعت البندري البيت، وبندر كان في الصالة، يقرأ تقرير.

هي قالت له بهدوء:
"زرت لولوة اليوم… بس لا تشيل هم. قلت لها كل شي."

بندر رفع عينه، وقال بخفة دم:
"ماسكين… البنت تحتاج معالج بعدك."
ضحكوا.

لكن لما قرب منها، سألها بهمس:

"وش خلاك تواجهينها؟"

"لأني أحبك. وما راح أسمح لوحدة تشككني فيك، أو فينا."

"ما تبين تتركين شي داخلي ما يذوب، صح؟"

"أبيك تذوب كل مرة تشوفني… وإلا وش فايدة الحب؟"

**

وتمر الأيام، ويبدأ بينهم نوع جديد من القرب…
صاروا يشتركون في كل شي: الذوق، الضحك، حتى الأحلام.

وفي ليلة… وهو يشتغل على اللابتوب، رفعت البندري بلوزتها بهدوء، وراحت تمد جسمها على السرير بطريقة خبيثة.

قال وهو يطالعها من طرف عينه:
"وش السالفة؟"
"مافي شي… بس ضهري تعبان، أبي تدلكني."

هو نزل جهازه، وقرب منها، وصوته صار أغمق:

"ترى إذا بدأت، ما راح أوقف عند التدليك…"

هي همست:
"ومن قال لك إني أبيك توقف؟"

اللي صار بينهم ذيك الليلة…
كان مزيج من عشق، ونار، وامتلاك.

كل همسة، كل لمسة، كانت انتقام ناعم من الماضي، واحتفال بالصمود.


الجزء السابع: لما يخونك الوقت

مرت ثلاث شهور بعد مواجهة لولوة، وثبتت العلاقة بين بندر والبندري أكثر.
صار بينهم تفاهم عميق، نظرات تكفي عن ألف كلمة، وضحكة تذوب أعصابهم.

كانت البندري تنام على صوته، وتصحى على عطره، حتى الشجار بينهما صار ممتع.

بس فجأة، صار شي غير متوقع.

البندري بدأت تحس بتعب غريب.

دوخة… غثيان… أحيانًا صداع لدرجة تبكي منه وهي لحالها.

**

في يوم من الأيام، وهي واقفة بالمطبخ، طاحت فجأة.

بندر ركض لها، وشالها بيديه:
"بندري! بندري!!"

وداها المستشفى، وانتظر برا الغرفة، قلبه يدق وكأنه بينفجر.
بعد كم ساعة، طلعت الطبيبة.

"أستاذ بندر… زوجتك تحتاج فحوصات أعمق. إحنا لاحظنا خلل بسيط في تحاليل الكبد، بس نحتاج نأكد."

قلبه وقع.

دخل عندها، وهي على السرير… عيونها تعبانة، لكن أول ما شافته، ابتسمت.

"أنا بخير… صدقني."

قرب منها، وخذ يدها، وعيونه تدمع لأول مرة من خوف مو عليه…
عليها.

"لا تكذبي عليّ. قسم بالله يا بندري… لو فيك شي، أموت معك."

ابتسمت وهي تمسح دموعه:
"لا تخاف. قلبي لسه مليان فيك… ما راح أتركك بهالسهولة."

**

بعد أسبوع من القلق والتوتر… طلعت النتيجة:

التحاليل سليمة. كان نقص بسيط في فيتامينات معينة، وأثر على الكبد مؤقتًا.

بس هالصدمة؟ غيرت شي فيهم.

من ذيك الليلة، بدأ بندر يصحى على كل حركة منها.
صار ينام ماسك يدها.
إذا تأخرت في الحمام، يوقف ورا الباب ويسأل:
"كل شي تمام؟"

والبندري؟
حست لأول مرة إنه ما كان بس يحبها…

كان يخاف يخسرها.

**

وفي ليلة هادئة… جلست تطالع في وجهه وهو نايم.

لمسته بإصبعها، من جبهته، لأنفه، لشفتينه.
همست:
"تدري… أنا أول ما شفتك، كنت أكرهك.
بس قلبي… من أول دقيقة، كان فيك."

وقربت منه، وهمست بكلمة ما قالتها من قبل:

"أبيك… بكل ما فيك. حتى بنوباتك، حتى بعيوبك، حتى بخوفك."

**

وصار بينهم لحظة حب… مو بس جسدي، لكن عاطفي جدًا.
كل لمسة فيها حنان.
كل نظرة فيها شكر، فيها امتنان، فيها "الحمد لله إني معك."

**

بس…
الهدوء هذا ما يدوم.

الجزء الثامن يبدأ بزيارة غير متوقعة من شخصية جديدة… من ماضي البندري هالمرة.


الجزء الثامن: لما يدق الماضي بابك

كان مساء دافي، البندري جالسة بكوفي جديد مع صاحبتها "جواهر"، تضحك، وتحكي تفاصيل عن أول سفرة ناوين يسافرونها هي وبندر.

دخل شخص، طويل، أنيق، عيونه فيها شيء غريب…
شي قديم.

جواهر شهقت بصوت منخفض:
"هذا مو…؟"

البندري سكتت. قلبها نزل تحت.

"سالم."

سالم كان أول رجل فكرت فيه بجدية قبل بندر.
بس وقتها ما قدر يتحمل شخصيتها القوية، وتركها فجأة… بدون أي توضيح.

**

الآن واقف قدامها، بابتسامة واثقة:

"ما توقعت أشوفك… بس مبروك. سمعت إنك تزوجتي."

"إيه، والحمد لله… مرتاحة."

سالم جلس، بدون ما ينطلب منه، وقال:

"بس ما أدري… تحسّين فعلاً إنك اخترت صح؟
ولا اخترت اللي أتاحه لك الوقت؟"

نظرات البندري كانت مثل السكاكين:

"أنا ما اخترت بسهولة.
أنا كنت أقدر أكون معك زمان، بس اخترت أكون مع رجل ما يخاف من قوتي.
رجل يعشقني مثل ما أنا… مو يحاول يخليني أنقص عشان يرتاح."

سالم سكت.

لكن في عيونه شي… ما ارتاحت له.

**

رجعت البيت، وقالت لبندر عن اللقاء بصراحة.

هو ما علّق كثير… بس عيونه قالت كل شي.

**

وبعد يومين، بندر كان في اجتماع بمكتبه، لما وصله إيميل مجهول.

فتح الملف، وكان فيه صورة للبندري وسالم، من أيام الجامعة.
صورة قريبة… ما كانت فيها شي غلط، لكنها حميمة شوي، تثور الغيرة.

وأسفلها، مكتوب:

"سؤالك الوحيد لازم يكون: هل فعلاً نسيَت؟
ولا أنت مجرد بديل؟"

**

بندر ما قدر يكتم الغيرة.
رجع البيت، ما عصب… بس صار بارد، صامت، نظراته تراقب كل كلمة منها.

هي لاحظت.

"وش فيك؟"

"ولا شي… بس أتأمل اختياراتي."

"بندر؟ تقولها كأنك شاك فيني."

"سالم أرسل لي صورة قديمة لكم… وسؤال."

"وش كان السؤال؟"

"هل أنا بديل؟"

صمت دام ثواني… ثم البندري قربت منه، نظرت بعينه، وقالت بصرامة:

"لا.
إنت ما كنت بديل… إنت كنت القرار اللي تأخرت فيه عمري."

ثم مدت يدها، فتحت درج مكتب صغير، وطلعت منه رسالة قديمة… ممزقة.

"هذي رسالة منه. ما فتحتها، ولا جا على بالي أرد عليه من سنين.
أنا اخترتك، بندر، يوم كنت أقدر أختار غيرك.
بس عشان قلبي… ما شاف غيرك."

**

بندر حس كأن جبل انزاح من صدره.

مسك يدها، وبصوت مبحوح:

"أنا آسف… الغيرة تخلي الواحد يشك حتى في الظلال.
بس كل شي فيك… يعلّمني إنك ما تشبهين غيرك."

حضنها، وضمها بقوة كأنه خايف تروح فجأة.

**

وفي ذيك الليلة، صار بينهم وصال صريح، جريء، حميم…
كان كل لمسة فيه تقول:
"أنا لك… وكنت دايم لك."

**

لكن…
سالم ما خلص لعبته.

في نهاية الجزء، يتلقى بندر رسالة تهديد صريحة:

"إذا ما طلّقتها، رح تعرف إن بعض الرجال ما يسكتون إذا خسروا."


الجزء التاسع: لما يلعب الذكي بنار الغبي

جلس بندر يطالع في شاشة جواله، رسالة سالم قدامه:

"إذا ما طلّقتها، رح تعرف إن بعض الرجال ما يسكتون إذا خسروا."

ابتسم بندر بسخرية…
وقال بصوت منخفض:

"ما تدرين يا بندري إنك متزوجة شيطان إذا أحد قرب من حبّه."

**

ما قال لها على طول…
راقب.
هدأ.
جمع معلومات.

**

في ثلاثة أيام، عرَف بندر كل شي عن سالم:
من وين يشتغل، من يحاول يقابل، وش الأسرار اللي يخبيها…
واكتشف إن سالم داخل مشروع شراكة مع جهة حكومية حساسة، ويخفي ملف ابتزاز قديم عنه.

**

وجلس مع صديقه القديم "مشعل"، مستشار قانوني:

"أبي أضربه ضربة ما يوقف بعدها، بدون لا أوسّخ سمعتي ولا اسمها."

**

وفي نفس الوقت… البندري بدت تحس بندر يخطط لشي.

"وش فيه؟
صاير تبتسم وأنت تطالع بالجوال."

"أخطط للهدية اللي وعدتك فيها من أول ما تزوجنا."

"وش هي؟"

"راحة البال."

**

وبينما سالم يرسل رسالة جديدة لبندر:

"عدّ الأيام… قريب جدًا بتنصدم."

كانت الرسالة الأخيرة من بندر له:

"إذا ما انسحبت، راح تُفضح… مو عندي، عندهم."

وأرفق مع الرسالة ملف PDF فيه أدلة على نشاطاته الملتوية.

وبعدها…
سالم اختفى.

**

رجع بندر لبيته، فتح الباب، شاف البندري واقفة بالمطبخ، بعباتها، تعبّر خلصان، بس ملامحها أنثى كاملة…
أنثى قلبها مو بس جميل… قلبها حصن.

**

قال لها وهو يحتضنها من وراها:

"انتهت اللعبة… سالم انسحب."

التفتت له، عيونها تمليها دمع، وقالت:

"ليش ما قلت لي؟ كنت بخاف عليك."

"أنا ما أبيك تخافين. أبيك تحبين… وتنامين وأنتِ مرتاحة."

"كنت دايم أظنك مغرور… بس اتضح إنك جبل ناعم من جوّا."

"وأنا كنت أظنك باردة… واتضح إنك نار تمشي على رجلين."

**

وجلسوا بالصالة، البندري حاطة راسها على فخذه، وهو يمرر أصابعه على شعرها…
تكلّموا، وضحكوا، وتحسسوا كل ثانية بينهم.

**

وفي آخر الليل…
صارت لحظتهم الخاصة.

لكن هالمرة؟
أجسادهم كانت تتحد من دون أي تمثيل.
هو يعترف بكل لمسة: "نجيت عشانك."
وهي تهمس بكل نفس: "أنا ملكك."

ما بين كلماتهم، كان فيه شهقة، ثم تنهيدة، ثم سكون…

**

وفي لحظة بعدها، وهي ملفوفة بذراعيه، سألها:

"وش تفكرين فيه؟"

"أفكر… وش كنت بسوي لو ما عرفتك."

قال:

"كنتِ راح تكونين شي ناقص.
بس الحين؟
أنتِ القصة… وأنا عنوانها."

الجزء العاشر: لما ينتهي الشك… ويبدأ الأبد

مرّت ستة شهور بعد اختفاء سالم.
كل شيء صار أكثر هدوء…
بس الحب بين بندر والبندري؟ صار أكثر صخب، من نوع ثاني.

ضحكاتهم صارت أعلى.
تفاهمهم صار أعمق.
ونظراتهم؟ تكفي عن كل كلام.

**

وفي يوم جمعة، البندري صحَت بدري، وقلبها يدق بطريقة غريبة.

رائحة القهوة، صوت الطيور، وهدوء البيت…
بس شيء بداخلها يقول: "اليوم مختلف."

**

قامت، غسلت وجهها، وقبل حتى تفكر وش تطبخ،
أخذت اختبار الحمل اللي كانت مأجلته من يومين.

قلبها يدق.
خايفة… لكن مو من النتيجة.
خايفة من المشاعر اللي بتجي بعدها.

**

دقّت النتيجة…
"حامل."

**

سكتت…
ثم نزلت دمعة واحدة.
وهي تمسك بطنها، همست:

"أنت منّه… وبداخلي، قطعة مننا."

**

بندر كان برا، راجع من المسجد، ومعه فطور، ودخل وهو يغني بصوته الخشن شوي:

"يا زين صوتك لا نطق، يا زين وجهك لا لفى…"

قابلته عند الباب، عيونها تلمع، وابتسامتها فيها ألف معنى.

"بندر…"

"هاه؟"

"أنت دايم تقول إنك صرت كل شيء لي، صح؟"

"إيه، وبالذات لما تلبسين ثوب النوم اللي…"

"بندر!" (تضحك وهي تضربه بخفة)
"ترى صار فيني شيء… ممكن يخليك تبكي، وتضحك، وترتبك بنفس الوقت."

**

هو عرف.

قرب منها، عيونه توسّعت.

"بندري؟!"
"إيه… حامل."

**

سكت…
ابتسم…
ثم نزل على ركبته، وحط راسه على بطنها.

"يا الله… هالشي اللي جوّاك، منّي؟"

"منّا."

"يا حظّه… بيطلع يحب مثلك، ويكره البصل مثلي."

ضحكوا.

**

مرت الأيام…
وبين تحضيراتهم للبيبي، وتجهيز غرفة الأطفال، كانت لياليهم أكثر دفئ.

ما تغير شيء.

لا الشغف،
ولا القرب،
ولا الجاذبية اللي بينهم.

**

وفي ليلة شتوية، وهو يحتضنها وبطنها بدأ يكبر، قال لها:

"أذكر أول يوم شفتك… كنتِ تمشين بثقة كأنك ملكة، وما طالعتي فيني."

"وأنا أذكرك… مغرور، مزعج، وكل البنات حولك…
بس قلبي، مدري ليش، اختارك."

**

قال:

"دامنا بدينا صدفة… خلينا نختمها بوعد."

"وعد؟"

"إني أحبك… كل يوم، وكأني شوفك لأول مرة.
وإذا يوم نسيت، ذكّريني، حتى لو بطراق."

**

ضحكت، وقالت وهي تقرب منه:

"وأنا أوعدك…
إني أكون لك وطن، وعشق، وشوق، وحتى طفلة أحياناً.
بس أهم شيء…
أكون المرأة اللي ما تقدر تنام بدونها."

**

وأغمضوا عيونهم، وناموا…
بينهم قلب ثالث صغير، ما نولد بعد، لكنه كان يسمع كل حبّهم… من جوّا.

**

نهاية الرواية.
"بندر والبندري – من العناد إلى الخلود."